تداعيات ما بعد أحداث حضرموت    بين "سايكس بيكو" القديمة و"أجندة التقسيم" الجديدة: اليمن في عين العاصفة    رويترز: أميركا تنفذ جولات استطلاع فوق نيجيريا بعد تهديدات ترامب    محمد منصور: المال الخليجي يصنع الفوضى في اليمن والمنطقة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    نابولي بطلا للسوبر الإيطالي على حساب بولونيا    رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة القاضي محمد عبدالله عبدالمغني    مخيم طبي مجاني لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالحديدة    حسابات مصطفى النعمان السياسية.. حين يُستدعى الحوثي كورقة ضغط على السعودية    تصريحات النعمان تفضح إفلاس الشرعية وسقوطا أخلاقيا يكشف رغبة بالتحالف مع الحوثي    الابتزاز الرخيص آخر وسائل الشرعية    أبين.. إصابة 3 جنود من الحزام الأمني جراء هجوم بطائرة مسيّرة    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    الصحفي والناشط الحقوقي نشوان النظاري    تواصل منافسات بطولة الرماية المفتوحة للسيدات والناشئات    رئيس مجلس النواب: استهداف مقر الإصلاح عمل إجرامي يستهدف أمن تعز    تلغراف البريطانية: الصراع في المناطق المحتلة قد يعزز نشاط التنظيمات الإجرامية    16 وزارة حكومية في عدن تعلن الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي وتأييد استقلال دولة الجنوب العربي    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزّي في وفاة الشيخ حسين جابر بن شعيلة    صنعاء : تخصيص 600 مليون ريال للمشاريع الصغيرة وعدم منح أي تصريح لأي مول    ما الذي يعنيه تعليق صندوق النقد أنشطته في اليمن؟    ندوة ثقافية في الحالي بالحديدة بذكرى جمعة رجب    هيئة المواصفات تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    رشيد تعز يفوز على تضامن شبوة في دوري الدرجة الثانية    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    وقفة طلابية تندد باغتيال الاستاذ الشراعي بالتفجير الذي استهدف مقر الإصلاح بتعز    خبير مصري: إخوان اليمن يلتقون المخابرات البريطانية    خطوة إيرانية لتشويه الجنوب واستهداف الانتقالي    مستشفى الجمهوري بصنعاء يدشن جراحة القلب المفتوح    الإصلاح بحجة ينعى الشيخ مبخوت السعيدي ويذكّر بمواقفه الوطنية وتصديه للمشروع الحوثي    فيفا: السعودية معقل كرة القدم الجديد    الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة والفضة عند مستوى تاريخي    اغتيال جنرال في الجيش الروسي في موسكو    الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة وتشكّل الصقيع    المغرب يفتتح كأس إفريقيا 2025 بهدفين رائعين في شباك جزر القمر    افتتاح 19 مشروع مياه تعمل بالطاقة الشمسية في الحديدة    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    بهويته الإيمانية.. شعب الحكمة والإيمان ينتصر للقرآن    مرض الفشل الكلوي (33)    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    الدوري الاسباني: برشلونة يهزم فياريال ويؤكد انفراده بالصدارة    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    السقطري يترأس اجتماعًا موسعًا لقيادات وزارة الزراعة والثروة السمكية ويشيد بدور القوات الجنوبية في تأمين المنافذ ومكافحة التهريب والإرهاب    البنك المركزي يوقف التعامل مع منشأة صرافة ويعيد التعامل مع أخرى    تقرير أممي: ثلث الأسر اليمنية تعيش حرمانًا غذائيًا حادًا    اللجنة الوطنية للمرأة بصنعاء تكرّم باحثات "سيرة الزهراء" وتُدين الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    معلومات حول الجلطات في الشتاء وطرق الوقاية    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين يصنع القرار الحزبي في المؤتمر ؟
نشر في عدن الغد يوم 06 - 04 - 2020

بادئ ذي بدء ، سأنطلق من خطاب طارق محمد عبدالله صالح قائد حراس الجمهورية أمام الجنود الذين خاطبهم قائلا: " نجدد من خلالكم الدعوة لكل أبناء اليمن للاصطفاف ضد العصابة الكهنوتية . هم أعداؤنا وأعداء اليمن . هم من جلبوا هذه الويلات وهذه الحروب على اليمن . بنادقنا موجهة إلى الحوثي وليس غيره . أؤكدها للمرة الألف . من يحاول استعداءنا ، نقول لهم نمد أيدينا لكم لمقاتلة الحوثيين . ولن نكون طرفا في الاقتتال في المناطق المحررة أبدا . هدفنا هو الحوثي . هدفنا واضح وضوح الشمس . هدفنا صنعاء عاصمة اليمن وحاضنة اليمنيين .
هذه الدعوة لخصت ما أحلم به ويحلم به الكثير من اليمنيين بيوم يسدل الستار عن الخلافات التي تمزق اليمنيين المناوئين لعصابة الحوثي . وأحلم بعودة المؤتمر لممارسة دوره الوطني إلى جانب الأحزاب الأخرى ، وهذا مطلب كل مؤتمري مخلص لحزبه . نحلم بمرحلة جديدة خالية من الخصام والمناكفة بين أنصار الصف الجمهوري ، وتجريم سلوك زراعة الفتنة . المضحك المبكي أن قناة اليمن اليوم التابعة لأحمد علي أنتجت فيديو جمعني مع عبد الملك الحوثي والرئيس هادي وآخرين بأنني واحد من صناع الفتن .
سأضطر هنا أن أوضح مالذي يجري داخل المؤتمر ومن يصنع القرار . لعل القارئ الكريم متابع لمواقفي التي كانت ومازالت وستظل ضد المتاجرة باليمنيين واليمن ، وهي مسطرة على صفحتي ووجهة نظري مدونة . في 21 مارس 2011 أغلقت كل قيادات المؤتمر تلفوناتها بسبب الإرباك الذي أحدثته الانشقاقات وتحديدا انشقاق الجنرال علي محسن . وقفت حينها وحيدا متصديا للإعلام المحلي والعربي والدولي حتى عاد التوازن للسلطة . بعد أن استقر الأمر خرجوا لتقسيم الغنائم فيما بينهم .
في كل مرحلة من مراحل الصراع كان الطرف المستقوي يصفني بالأوصاف التي تكفي لقتلي . الزنداني كفرني واتهمني بالعلمانية ودعى الشعب اليمني للانتصار لدينه . الثوار في الساحة وصموني بالبلطجي وهي تهمة تكفي للتنكيل بصاحبها . الحوثي اتهمني بأنني عميل ومرتزق ، وهي تهمة تكفي لقتل صاحبها . الشرعية وصفتني بالمقرب من المخلوع ، وهي تهمة كفيلة بإخراج صاحبها من الحياة . واليوم تشن علي حملة ممنهجة من داخل الحزب الذي أنتمي إليه وأفتخر بانتمائي إليه دون غيره .
أنا ناقد وأعلم أن النقد لا يؤذي أحد غير الأخطاء . وأعلم مثلما يعلم غيري أنه يفترض بمن لا يتقبل النقد ألا يحتل موقعا يرتبط بالشأن العام . لذلك لم يكن لحملة السوء التي شنها علي الفاشلون أي مبرر . فأنا لم أسيء لأحمد علي حينما سألته عن رأيه في البيان الصادر عن قيادات المؤتمر في صنعاء . وأنا هنا خاطبت أحمد علي بصفته نائب رئيس المؤتمر وليس بصفته الشخصية . وأنا قصدت سؤاله لأنه اتضح أن تعينه نائبا لرئيس المؤتمر في صنعاء الذي مازال متحالفا مع قاتل رئيس المؤتمر إنما كان ثمنا سياسيا لاستمرار التحالف مع الحوثي .
قد يقول قائل أنت تطالب بقتلة الزعيم وتطالب بجثمانه وهذه مزايدة حتى على أسرة الزعيم . أقول بكل وضوح أن الذي يعنيني من الزعيم صالح ويعني كل يمني أنه رئيس اليمن شكل هويته ودون حضوره في سجلات هذه المرحلة التاريخية . إضافة إلى ذلك هو مؤسس ورئيس الحزب الذي أنتمي إليه . علي عبدالله صالح لم يكن مواطنا عاديا يعني أسرته فقط . علي عبدالله صالح شكل هويتنا خلال 33 سنة شئنا أم أبينا ، ونحن جزءا من هذه المرحلة .
من هذا المنطلق لي وجهة نظري الرافضة لاستمرار التحالف مع القتلة ومختطفي الدولة . وهذا الرأي يمكن مواجهته بالرأي المخالف له . لكن الأخوة في المؤتمر ضاقوا بهذا الرأي ومارسوا أسوأ حملة تصفية بدأت بمطالبة قيادات صنعاء بفصلي مرورا بإزالتي من مجموعة اللجنة العامة وبعض المجموعات التي أنشئت للنيل من الخصوم المفترضين وانتهاء بالحملات المسعورة التي بلغ بهم السقوط لاتهامي بأنني لست من عائلة سياسية . وهذا شرف لي أنني من وسط هذا الشعب ولم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب ، وراكمت خبرتي السياسية بجهدي .
حاولت خلال السنتين الماضيتين بكل السبل أن أجد قاسما مشتركا بيني وبينهم فلم أجد . أصبحوا بشرا لا أعرفهم . ضاعت الأخلاق ، وضاعت المبادئ وضاعت الصداقة . يريدون استخدامي لصالحهم وليس لصالح الوطن . يرفضون تفعيل المؤتمر ويرفضون المصالحة داخل المؤتمر وخارجه . بمجرد ما تطرح المصالحة مع الإصلاح يقومون كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، وتصبح التهمة جاهزة أنك قدك تستلم من قطر .موقفي ثابت من قطر مثلما هو من الإمارات مثلما هو من السعودية وإيران . إذا لم تكن مصلحة اليمن حاضرة فإن تلك هي العمالة بعينها .
قلتها وأقولها وسأظل أقولها إن إستمرار الشراكة مع الحوثي ليست صدمة فحسب ،بل طعنة في كبرياء وعنفوان انتفاضة الثاني من ديسمبر التي قامت على أساس فك الشراكة مع الحوثي وليس إستمرارها . أي مبرر لبقائها هو هروب من الحقيقة . المؤتمر ليس حزبا يمارس التقية حتى نبرر استمرار الشراكة . ولو كان في عقيدته التقية لقلت أنهم سيخترقون هذه العصابة وسيحدثون إنقلابا داخلها . وجود المؤتمر وجود شكلي وغسيل لإجرام الحوثي وفساده . بالأمس تعرض أمين جمعان للقتل من قبل هذه العصابة ، والمؤتمر نصف المجلس السياسي ونصف الحكومة . فلماذا لا يكشف عن هوية المجرمين ؟
هناك من سيقول أي خطوة ستتخذها قيادات المؤتمر ستواجه بالبطش . أقول طالما قبلت أن تضع نفسك في هذا المكان فعليك أن تتحمل تبعاته . وإذا كان القائد جبان فلماذا يتصدى لمواقف تتطلب الشجاعة ؟ وإذا كان الذين في الداخل لا يستطيعون المواجهة فلماذا يصمت الذين في الخارج ، بل لماذا تحولوا إلى مدافعين مستميتين عن إبقاء هذه الشراكة ؟
الخلاصة التي أريد الوصول إليها وهو دور أحمد علي في كل ذلك . أحاط نفسه بمجموعة لا تفقه العمل السياسي وأبعد عنه كوادر داخل اللجنة العامة لها تجربتها السياسية والإدارية . المحيطون به والذين أنتدبهم لإدارة مكتبه ، والمكتب هنا لإدارة الحزب وليس مكتبا خاصا به . لذلك أتحدث عن هؤلاء وعن المكتب . نتيجة لجهل هؤلاء بالعمل السياسي جعلوه يمتهن السياسة ولا يعيشها . ينقلون إليه راحة البال عن المناقشة . وبسبب من ذلك اتخذت قرارات تدميرية وسعت الانقسامات بدلا من احتوائها . لم يستطع أحمد علي إدارة التوازنات التي اشتهر بها أبوه . حصر نفسه في إطار أشخاص لا يتجاوزون عدد أصابع اليد وغير فاعلين ، لا سياسيا ولا حزبيا . مارسوا التجريف للقيادات من منطلق شخصي بعيدا عن تقاليد إدارة الأزمات .
ولكي أكون صريحا أقول إنه يفتقد للجرأة ، وفوت الفرصة تلو الأخرى لتبني عملا سياسيا يحرك مياه السياسة التي زادت في عهده ركودا . عزل نفسه في محيط ضيق يعادي السياسة والسياسيين . نظر إليه الجميع على أنه المخرج الوحيد لأزمة القيادة وكان الجميع متحمس للدور الذي يمكن أن يلعبه في إعادة لملمة التفكك المريع الذي وصل إليه الحزب بعد الثاني من ديسمبر . لكن الحوثيين استطاعوا أن ينقلوا طريقة الشيعة في التشيع إلى داخل المؤتمر لتصفيته .
أردت أن أصارح القارئ وتحديدا المؤتمري لكي يشكل فهم أعمق للفشل المتتالي لجهود توحيد المؤتمر منذ مقتل الزعيم والأمين العام وحتى اليوم . اتخذت قيادات صنعاء بتحريض حوثي أن على أي قيادي مؤتمري إذا أراد أن يستمر فعليه أن يصمت عن الحديث عن التحالف مع الحوثي . عول الكثير من المؤتمريين على أحمد علي لإرساء توازن بين القيادات وتذويب الخلافات في المؤتمر وتحت مظلته ، لكن من حوله جروه إلى إفتعال معارك شخصية لا تليق بالقادة الذين يتوخى المجتمع منهم أن يسعوا الجميع . ولا أبالغ إذا قلت إن الفيديو الذي أطلقته قناة اليمن اليوم يعد سقطة كبيرة لأنه يساوي بين الحوثي وآخرين كان يمكن أن يكونوا أصدقاء وليس أعداء لو كان من حول أحمد علي يشتغلون سياسة .
لا أحد يتحجج بالعقوبات ،فنلسون مانديلا غير جنوب أفريقيا من سجنها الانفرادي . ومحمد بن عبدالله لم يستسلم في شعب أبي طالب . وعيدروس الزبيدي خرج من العدم وينادى عليه اليوم بالرئيس . أنا أخاطب ماهو رسمي وليس ما هو شخصي . ليمتلك أحمد علي الشجاعة ويخرج إلى الناس يقول لهم أنه يرغب بالعمل السياسي ويتحمل تبعاته ، أو أنه لا يريد العمل السياسي وعلى الناس أن تخرج من دائرة الانتظار وتقتل الوهم الذي يعشعش في داخلها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.