العصر الذي كنا نعتقد فيه عن الغرب أنهم وصلوا إلى أقصى درجات التطور الصناعي والتكنولوجي والبيولوجي جاء فيروس كورونا فعند ذلك الإعتقاد وصارت كبريات دول العالم تعيش كارثة ومأساة حقيقية ولم تستطع تلك الدول رغم ذلك التطور الذي كنا نعتقده إكتشاف اللقاح أو إيجاد العلاج الذي يعمل على قتل فيروس كورونا . إمريكا التي وصلت الفضاء وتريد الإنتقال بسكانها إلى سطح القمر وقفت اليوم عاجزة عن توفير أجهزة التنفس لشعبها، ناهيك عن عدم توفر السرائر الطبية والقفازات الطبية، ورغم تقدمها في مجال الفضاء إلا أنها فشلت في إحتواء جائحة كورونا واليوم باتت من أكثر الدول المصابة بهذا الفيروس حيث وصل الإجمالي الكلي لعدد المصابين حوالي "نصف مليون"مصاب وعدد الحالات المتوفية بلغت" أربعة عشر ألف حالة" ،وهذه النتائج والأرقام تفسر فشل أعظم دولة في العالم عن إحتواء الأزمة، وأصبحت غير قادرة على توفير الإمكانيات الطبية للشعب الإمريكي. لقد آن الآوان لمعرفة أن الطب عجز عن أن يكتشف المرض والفيروس فالتصريحات المتناقضة كشفت عجز كل الدراسات والبحوثات التي أجريت في علم الفيروسات. فتارة تأتي تصريحات من أطباء إمريكيين وأوروبيين مفادها أن الفيروس لايصيب الأطفال بسبب جهازهم المناعي، ولايصيب إيضاً الأصحاء الذين ليس لهم تاريخ سابق بمرض يتعلق بالجهاز التنفسي كالربو وإلتهاب الرئة ، لكن تلك التصريحات ينقضها الواقع الذي تحدث عن وفاة الكثير من الأطفال وكذالك وفاة الأصحاء الذين لايوجد لديهم أي مرض سابق يتعلق بالجهاز التنفسي. تبرير ذالك العجز أتى على لسان الرئيس الأمريكي- دولاند ترامب- الذي إتهم منظمة الصحة العالمية بالوقوف إلى جانب الصين وأن المساعدات المالية التي كانت تقدمها إمريكا للمنظمة قد تتوقف بإي لحظة، لكن الرد يأتي سريعاً من رئيس المنظمة العالمية الذي أكد أن المنظمة لاعلاقة لها بالمكايدات السياسية، وأنه توجب على الدول توحيد الجهود الرامية لمكافحة"covid19". لقد فضح كورونا العديد من الدول المتقدمة وجعلها عاجزة عن توفير أجهزة تنفس، بل إن تلك الدول التي كانت تدعي التقدم وقفت عاجزة وفاشلة عن توعية شعبها. أوروبا ربما ستنقسم بعد فشلها في تقديم المساعدة لبعضها البعض جاء ذالك على لسان رئيس الوزراء الإيطالي الذي إتهم الإتحاد الأوربي بالعجز وأن الشعوب الأوربية ستنزع ثقتها بهذا الإتحاد الذي لم يستطع إحتواء فيروس لايرى بالعين المجردة. لقد جعلنا الفيروس نكتشف أن الدول المتطورة سخرت كل أموالها وبحوثها في مجال تصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية، وأستمرث كوادرها وأموالها في المجال النووي والإشعاعي والفضائي. إنها فقط تريد أن تقتل الإنسان وتريد أن تستقوي على بعضها البعض وأن تستثمر في مجال تصنيع الأسلحة وتصديرها للدول العربية والإسلامية لاأجل التقاتل مع بعضها البعض ،وبالفعل هناك دول عربية وإسلامية تشتري اليوم بمليارات الدولارات أسلحة ومنظومات دفاعية، ولم يوجد حتى الان دولة أنفقت المليارات لاأجل شراء المعدات الطبية وإنشاء مراكز علمية تعنى بمجال الطب. الحقيقة أن فشل إمريكا وبعض الدول الأوربية هو أنها لم تفكر بأنها سوف تعجز يوماً أمام فيروس صغير، لقد أعماها الغرور وأصابها العمى وظلت فقط تحارب الإنسان وتعمل على دعم الأنظمة الدكتاتورية لقتل شعبها، وهذا ماجعلها اليوم تدفع الثمن. كانت تلك الدول تعتقد أن وصولها للفضاء وإمتلاكها للقنابل النووية سيجعلها قوية لايستطيع أحد أن يحاربها أو يصمد أمام قوتها، ولم تعلم أن الله قادرٌ على إيقاف كل قدراتها وأن فيروس أرسله الله إليهم كشف مدى ضعفهم وعجزهم وفشلهم في حماية شعبهم وحتى أنفسهم وماإصابة -موروسون-رئيس وزراء بريطانيا ومكوثه في العناية المركزة إلا رسالة من الله لكل أولئك الذين تاجروا بقضايا الأمة العربية والإسلامية وكانوا سبباً لموت الكثير من الأطفال وأنهم اليوم يدفعون الثمن ولن ينجوا من عقاب الله إلا القوم المتقون.