مع تسجيل أو حالة إصابة بفيروس كورنا (COVID-19) في محافظة حضرموت، فإن المعركة مع هذا الوباء الفتاك قد بدأت في الجبهة اليمنية، هذه الجبهة كغيرها من جبهات العالم خط دفاعها الأول هم الأطباء والممارسين الصحين، والذين يتوجب عليهم الوقوف بجسارة في مواجهة هذا الوباء إلى أن ينكسر بإذن الله ويتم إعلان الانتصار عليه. ما يؤسف له أننا رأينا في الأيام الماضية، حالة هلع وانهزام من قبل الكوادر الصحية بمختلف درجاتها، عندما أشيع ظهور بعض الحالات، ومثلما نستنكر استسلام جنودنا في ساحات المعارك الحربية كذلك نستنكر أي استسلام وانهزام للكادر الصحي في هذه المعركة، فلكل قطاع جبهته التي يجب أن يذود عنها بكل الإمكانيات المتاحة، وفي هذا الصدد فقد نص قانون مزاولة المهن الطبية والصيدلانية في المادة (21) منه على أنه ((يحظر على مزاولي المهنة كلا في مجال اختصاصه أ - رفض معالجة أي مريض ما لم تكن حالته خارج اختصاصهم إلا إذا توفرت لديهم أسباب فنية أو اعتبارات مهنية باستثناء الحالات الطارئة فيجب على الطبيب بذل العناية اللازمة أياً كانت الظروف مستخدماً كل الوسائل المتاحة لديه حتى يتأكد من وجود أطباء آخرين يملكون القدرة والإمكانيات لتقديم العناية المطلوبة..)). صحيح لسنا هذه الأيام في ظل سيادة القانون، نتيجة لحالة التفكك التي تعيشها الدولة اليمنية، إلا أن ما تضمنته هذه المادة هو من أخلاقيات مهنة الطب التي يجب على كل طبيب وممارس صحي أن يتحلى بها من تلقاء نفسه دون سلطة تجبره على ذلك، وإنما من وازع أخلاقي داخلي يجب أن يتحلوا به. وقد رأينا أمثلة دولية مشرفة لأبطال مهنة الطب في كثير من الدول، وكان أبرزها من وجهة نظري ما تناقلته وسائل الإعلام عن إرسال دولة الصومال الشقيقة 14 عشر طبيباً للوقوف مع إيطاليا في مواجهة هذا الوباء الفتاك، وهم بذلك يضربون أروع الأمثلة في هذا الجانب. وإذا كان ما سبق هي واجبات ممارسي المهن الصحية، فإن باقي قطاعات الشعب هي الداعم لهذه الجبهة، ويجب على الجميع كلاً من موقعه أن يقوم بواجبه، من خلال الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الجهات الصحية والإدارية، كالالتزام بحظر التجول وعدم التجمعات وارتداء الكمامات واستعمال المعقمات وغيرها من التوجيهات، ومن خلال تقديم كل العون المادي والمعنوي للممارسين الصحيين، وهم يدافعون عنا، وذلك حتى نخذلهم في هذه الحرب الشرسة فينكسرون فتحل الكارثة الجميع لاقدر الله.
أسأل الله أن يجنبا كل سوء وأن يلطف بالعباد والبلاد.