من الجميل أن تجد جهات تحاول أن تساعد ولو بالإمكانيات البسيطة من أجل إصلاح ما تلف بسبب عدد من العوامل المحيطة أو الظروف الصعبة التي نمر بها.. حملة عدن أجمل كانت بمثابة الغيث الذي حل ليحل مشكلة الأمطار والسيول التي عصفت بالعاصمة عدن وجعلت منها مدينة منكوبة بعد الكارثة التي حلت بالشوارع والمنازل والمواطنين التي فقد البعض منهم أرواحهم بسبب هول ما حدث.. البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن كان الداعم الأول والرئيسي لهذه الحملة التي خفتت من معاناة المواطنين برفع مخلفات السيول وإعادة تأهيل المناطق التي تضررت بشكل كبير وتفاعل معها المواطنون لما لها من أثر إيجابي على المدينة. كان لنا حوار خاص مع مسؤولة حملة عدن أجمل التابعة للبرنامج السعودي أشواق العيد ومعرفة تفاصيل أكثر عن الحملة والقادم بالنسبة للبرنامج... حاورتها : دنيا حسين فرحان *تحدثينا باختصار عن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن؟ في مايو 2018م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمره السامي الكريم، بإنشاء (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن) كمبادرة استراتيجية من المملكة لدعم الأشقاء اليمنيين، والذي يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية الشقيقة عبر مشاريعه التنموية في جميع القطاعات، وخلق فرص العمل المباشرة والغير مباشرة، بالإضافة الى إعادة الأمل وتحسين معيشة المواطنين اليمنيين. ويعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، في 7 قطاعات أساسية وحيوية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، لرصد احتياجات اليمنيين في كافة المحافظات، والتي على ضوئها يتم اختيار المشاريع التنموية. حيث كان دور البرنامج في المرحلة الأولى في الفترة بين مايو 2018 وحتى اكتوبر 2019 هو الإشراف على توزيع المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء ومشاريع متنوعة في مختلف المحافظات في قطاع الصحة من تأهيل مستشفيات ودعمها بأجهزة طبية وتأهيل الكوادر وفي مجال التعليم من بناء المدارس وتجهيزها وطباعة الكتب المدرسية ودعم قطاع المياه بتوزيع الصهاريج وحفر الآبار ودعم القطاع الزراعي بتوفير البيوت المحمية ودعم القطاع السمكي بتوفير قوارب الصيد والتدريب على استخدامها. ثم قام وفد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمهمة تنموية لعدن لمدة ثمانية أيام في الفترة ما بين 28 ديسمبر 2019 حتى 5 يناير 2020 وخلال هذه الزيارة تم الاجتماع تقريبا بجميع الجهات الحكومية التي تقدم الخدمات المباشرة للمواطن لمعرفة كيفية تقديم الدعم المناسب لها لرفع كفاءتها التشغيلية للقيام بأعمالها التي تصب في خدمة المواطن بشكل مباشر. *حملة عدن أجمل كان لها دور فعال في عدن وضحي لنا هذا المشروع ؟ (عدن أجمل) جاءت امتثالًا لرغبة الأهالي بعمل حملة إصحاح بيئي في المحافظة، وجاء ذلك بعد فقدان صندوق النظافة في عدن لما يقارب 60% من آلياته ومعداته المخصصة للنظافة، مما تسبب في تراكم كميات كبيرة من المخلفات الصلبة والترابية المتناثرة في أحياء وشوارع المحافظة. الأمر الذي دعا البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى وضع خطة تهدف إلى رفع مستوى أداء صندوق النظافة في عدن لتقديم خدمات أكثر تطورًا وأعلى جودة للمواطنين اليمنيين. وتم تحقيق هذا من خلال شمول الحملة على أعمال إزاحة نفايات باستخدام أحدث المعدات والآليات حيث تم توريد 22 آلية ثقيلة و 220 براميل وحاويات تتوزع في المناطق الرئيسية لتجمع المخلفات إلى جانب أعمال تشجير وشفط سيول وإنارة وتأهيل طرق. *ما هي الأماكن والمناطق التي تم تنفيذ الحملة فيها؟ غطت الحملة 10 مناطق في 8 مديريات داخل محافظة عدن وهي : الشيخ عثمان ، المنصورة (عبد العزيز) ، المنصورة (القاهرة) ، دار سعد، البريقة ، خور مكسر، المعلا، التواهي ، صيرة، إنماء والشعب. *كيف تم تكوين الفرق الشبابية المشاركة بالحملة؟ حرص البرنامج السعودي ومنذ بداية تأسيسه على إشراك المجتمع بالتخطيط والعمل والاستماع لهم ولآرائهم وبنى خلال هذه الفترة شراكات متعددة مع المبادرات ومنظمات المجتمع المدني والشباب العدني لذلك كان تشكيل الفريق سهل ومميز فالجميع بدون استثناء شارك في هذا العمل وبالتأكيد سيكون لهم دور فعال في المشاريع القادمة. *كيف وجدتم تفاعل المجتمع والمواطنين معكم أثناء وبعد تنفيذ الحملة؟ يؤمن سعادة المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد آل جابر أن المواطنين هم المكون الأول للتنمية والإعمار في اليمن، لذلك نعمل في البرنامج على تمكين فئات المجتمع المختلفة وإشراكهم في تصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية في اليمن. وتفاعل المجتمع اليمني بشكل عام والمجتمع العدني وتميزه وإيجابيته كان عاملا محفزا لنجاح الحملة , حيث تلقينا العديد من المبادرات وانضم للحملة العديد من المتطوعين من مختلف منظمات المجتمع المدني. ولضمان شمولية التمكين تم تقسيم الحملة لعدة مراحل وعدة مناطق في المحافظة. حقيقة إن هؤلاء السيدات والسادة هم المحرك الحقيقي هم الروح الحقيقية المبدعة والداعم الرائع والجميل لهذه الحملة بمجهودهم ووقتهم وأشكر كلا باسمه على ما يقدم لبلده بكل حب وإخلاص. *هل هناك صعوبات أو عراقيل تعرضتم لها؟ لا تخلو المشاريع والبرامج التنموية من صعوبات تعيق العمل، وقد صادفت حملة عدن أجمل جائحة فايروس كورونا وهطول الأمطار وتدفق السيول , ولتخطي ذلك وحرصاً على سلامة المشاركين وعمال النظافة تم تطبيق المعايير والاحترازات الدولية الطبية بتوفير كمامات وقفازات وبالإضافة إلى ورشة تدريبية للتوعية بأهمية الالتزام بمعايير الأمن والسلامة خلال العمل. فيما يخص هطول الأمطار وتدفق السيول تم تخصيص 6 صهاريج لسحب مياه الأمطار من المناطق المتضررة وتمت إزالة الأنقاض وفتح الطرق المتضررة مما وسع من نطاق عمل الحملة ومسارها. *هل تم التنسيق مع جهات حكومية أو سلطة محلية أو منظمة في عدن للمشروع؟ بالتأكيد فالبرنامج يعمل بشكل مباشر مع الحكومة اليمنية ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية وقد تم التنسيق مع الشريك الرئيسي وهو صندوق النظافة في محافظة عدن ومحافظ عدن كممثل للسلطة المحلية وتم اطلاعهم على جميع التفاصيل وأخذ الموافقات اللازمة. *هل ستشهد مشاريع أخرى من قبلكم لعدن خلال الفترة القادمة؟ تفعيلاً لمخرجات ورشة العمل " مستقبل التنمية والإعمار في اليمن"، وزيارة الوفد التي عقبتها لمحافظة عدن يطلق البرنامج حزمة من المشاريع والبرامج التنموية التي تهدف لتطوير مؤسسات الدولة ورفع جودة الحياة وتعزيز الشراكة المجتمعية في محافظة عدن. يعمل البرنامج حالياً على تدشين المشاريع والبرامج التالية: دعماً للقطاع الصحي نعمل على إعادة تأهيل مستشفى عدن العام بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، تدريب الكادر الصحي في العيادات والمراكز الطبية، توفير أجهزة ومعدات وأسرة طبية حديثة لمركز الدم ومركز غسيل الكلى في عدن. يستمر الدعم لرفع جودة الحياة للمواطنين بترميم 600 وحدة سكنية وبناء عدد من الوحدات سكنية للفئات المتضررة بالشراكة مع مؤسسة الوليد الإنسانية. كما نعمل على دعم سبل المعيشة في قطاع الزراعة والثروة السمكية بإعادة تأهيل مراكز الإنزال السمكي ويرافق ذلك برامج تدريبية للصيادين لرفع وزيادة الانتاج السمكي. ولتسهيل التنقلات للمواطنين وتعزيزاً للنمو الاقتصادي يعمل البرنامج على تأهيل سبعة طرق رئيسية وإنارتها بالإضافة إلى استكمال مراحل تجهيز مطار عدن. ولأن التعليم هو أساس التنمية والنهضة سعى البرنامج لدعم جامعة عدن بتوفير عدد من الحافلات لتسهيل تنقل الطلبة وتوريد بيوت محمية لدعم الأبحاث والدراسات العلمية في مركز الزراعة التابع للجامعة. ويرافق ذلك بناء أربع مدارس في المحافظة، وبرامج تدريبية للمشرفين التربويين والمعلمين في مختلف التخصصات العلمية. كما نعمل على تدريب 1250 شاب وشابه بالتعاون مع شركائنا (مؤسسة الوليد للإنسانية ومنظمة التعليم من أجل التوظيف) لتأهيلهم لسوق العمل ولخلق جيل واعد من رواد الأعمال. كما يهتم البرنامج بدراسة احتياج معهد جميل غانم العريق والمعهد التقني في المعلا و القادم أجمل بإذن الله.