الأمة الاسلامية في خضم فرحة كبرى ستعيشها بمشيئة •اللّہ̣̥ تعالى إزاء دورة جديدة من دورات الفلك وتعاقب الأيام وبزوغها وسيحل بها إن شاء الله موسمها العظيم ووافدها الحبيب وذلك من فضل الله تعالى ع هذه الأمة المحمدية المرحومة لما أعطيت فيه من الهبات واختصت فيه من الكرامات فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين..
فياليها من مناسبة كريمة تزكوا النفوس بها وتهفوا إليها أرواح المؤمنين إلى ربهم وتنزل فيها الرحمات وترفع فيها الدرجات وتغفر فيها الزلات في رمضان تهجد وتراويح وذكر وتسبيح وتضرع وابتهالات في رمضان تلاوة وصلوات وجود وصدقات وأذكار ودعوات ..
رمضان فترة روحية تتطلع فيها الأمة الإسلامية لتلتمس فيها فرصا لإصلاح أوضاعها ومراجعة تاريخها واقتباس أمجادها وعزها إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والأخلاقية التي لا تستغني عنها الأمة المسلمة فهو بمثابة المدرسة لتجديد الإيمان وتهذيب الأخلاق وشحذ الأرواح وتحريك عجلة سيرها إلى كل مامن شأنه إصلاح النفوس وضبط الغرائز الشيطانية وكبح جماع الشهوات..
الخلصة المرجوة في الصيام تحقيق التقوى وقهرا للهوى وتقوية لإرادة المسلم التي لا تنفك عن إرادة الله سبحانه وتعالى كما أن بالصيام تتحقق الوحدة والألفة فيه يحس الغني بالفقير لإنه ذاق ماذيذوقه الفقير في غير رمضان.. وختاما هناك صنفان منهم من أحسن استقبال شهر رمضان المبارك ومنهم من أساء استقباله منهم من استقبله بالتوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه وهؤلاء هم المؤمنين الذين أدركوا حقيقته وعمروا أيامه ولياليه بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وقسم استقبلوه بإنهم لم يغيروا شي مماكانواو عليه قبل رمضان فترى ليلهم سهر ع القنوات لمشاهدة المسلسلات التي أطلق عليها مسلسلات (رمضانية) وترى نهارهم ربما نوم عن الصلوات فهذا صنف على خطر عظيم نسأل الله العافية فهنيئا والله لمن أحسن استقبال ضيفه العزيز وموسمه , المبارك وأدرك حقيقته وتعلم أحكامه وكان له درسا عظيما في تغيير مجرى حياته وحياة أسرته من الشر الى الخير ومن المعصية إلى الطاعة وكان سببا في مغفرة ذنوبه وخطاياه ....
والله الموفق/ * * كتبه/أبو ناصر عبد السلام الساكت**