هل يفعلها الرئيس ويحزم حقائبه مع جميع مسؤولي البلد للعودة النهائية للبلاد والبقاء فيها مهما كانت الظروف، واتخاذ اجراءات صارمة أقلها الاقالة والتخوين بحق من تأخر وتردد . التواجد داخل الأرض سيعطي المعركة زخما مختلفا ويعجل من حسمها ونهايتها.. موقف واحد مثل هذا سيغير الأمور رأسا على عقب، التيه والتوهان والغربة طول العمر والمعركة عيب كبير وتفريط أكبر يترتب عليه مصير بلد بأكمله.
عار وعيب في حقنا أن ننتظر ممن ساعدنا في عملية التحرير أن يعيدنا إلى بلادنا، لم يحدث هذا منذ بدء التدخلات والتحالفات. تواجدنا على الأرض هو كفيل بالقضاء على النتوءات والمشاريع.
غيابكم وتعمدكم إطالة الغياب جلب لنا كل هذه المضاعفات، وبغير العودة الجادة واستشعار المسؤولية التاريخية سنظل نراوح مكاننا.
العودة إلى الأرض معناها اكتساب احترام العدو قبل الحليف،وضع أقدامكم على الأرض، لا يقل أهمية عن وضع الجنود رصاصهم وتصويبها إلى نحور العدو.
أتخيل وضع الجندي وهو يرى رئيسه ومسؤوله إلى جانبه في مترسه يتلمس حاله ويربت على كتفه ويحثه على الإقدام والتقدم.
نحن نخوض معركة تحت إمرة قادة لا يتواجدون بيننا، وهذه هي الحقيقية المرة المغيبة، وليس لديهم الاطلاع والدراية الكفاية بما يجري عن كثب، وإنما يكتفون بمشاهدة سير المعارك كأي مشاهدين في أي مكان بالعالم.
هذه المعركة الفاصلة والأخيرة، ومن ليس مستعدا أن يكون قد المعركة والمواجهة ويبذل عرقه ودمه وروحه فليعتذر أو يتوارى، فليس عييا فلا زال في الوقت متسع، كل العيب أن يظل قادة المعركة لسنوات خارج أرضية المعركة، وفي جبهات وثغرات مخجلة ومعيبة.
تعالوا متعوا أسماعكم بعزف العيارات وأصوات المدفعية، جربوا أن تعيشوا هذه المتعة التي هي من أوجب وأولويات مهامكم ومسؤوليتكم.
لقد صرنا نخجل ونبرر لأنفسنا أولا ولمن يقاتلون عن دولتنا وجمهوريتنا ثانيا عن سبب تغيبكم وغيابكم كل هذي السنوات بدون سبب أو مانع فعلي حتى وإن وجد يمكن مواجهته بقليل من الإرادة لو أردتم.
هل أنتم مستعدون للعودة لما من شأنه أقستم القسم الجمهوري العظيم، فخذلانكم وانصرافكم عن أبجديات مسؤولياتكم لا يقوم به أدنى من لديه ذرية مسؤولية في حال التراخي والسلم، فكيف بحال المعارك والشدة والحرب.
بعد كل ماحدث وما سيحدث هل لديكم الشجاعة والمسؤولية الكافية بالعودة الكاملة والنهائية، أن الانطباع العام لدى الناس بأنه لو تم حتى إعادتكم بالقوة فستفرون وتهربون ثانية، نرجو ونأمل أن تثبتوا عكس ذلك في عجالة.
عودوا فلدينا محافظات مد البصر وأراضي محررة تكفي لإدارة عشر دول، تخيروا واتفقوا أين سيطول ويدوم بقاءكم في الداخل، وستجدون ملايين الناس التي تتوق لعودة الدولة تتسابق على أمنكم وحمايتكم والاصطفاف إلى جانبكم.
فهل سيغدو هذا مستحيلا ومتعذرا وغير قابل للتحقق، فإن بدا ذلك مستحيل دون أن نفعل شيء بعد كل هذا الانتظار والمدارة فاللعنة علينا وعليكم.