يبدي الالاف من سكان بلدة الرويس الاعلى بمضاربة لحج تخوفا شديدا مع بدء قدوم فصل الصيف الذي بدت تباشيره في المنطقة في ظل الجفاف الذي أصاب غالبية الابار المائية في المنطقة وهو الامر الذي سيضاعف من حجم المعاناة المتكررة للمئات من سكان المنطقة المتاخمة لمديرية الوازعية شمال محافظة لحج خاصة في أيام الشهر الفضيل الذي تزداد فيه الحاجة لمياه الشرب وتتفاقم فيه معاناة السكان.. يقول سيف صالح أحد سكان المنطقة أن المنطقة تفتقر لغياب أي مشاريع حقيقية ومستدامة للمياة في المنطقة وهو الذي زاد من حجم المأساة خاصة في ظل الجفاف الذي ضرب المنطقة في السنوات السابقة وتسبب في هجرة الكثير من السكان إلى المدن ووفقا لصالح فإن المنطقة تعتمد على أحد الانهار الجبلية التي بدأت تجف مطلع ابريل وبدأ الناس معها يقطعون مسافات بعيدة بحثا عن الماء أوشراء وايتات مكلفة تفوق قدرات السكان..
ويحكي سيف صالح معاناة السكان بسبب هذه الازمة حيث وصل الامر أنه يتم تحديد يوم لكل بيت يتم تعبئه الماء من النهر الذي يظل يتجمع من النهار حتى الليل حيث يقوم طفلان بحراسة الماء في النهر على مدى اليوم خوفا من أن يتم العبث به من القرود خاصة وأن النهر يعد مصدر الشرب الوحيد للسكان..
في السياق ذاته يقول رامي البوكري أن الحالة في المنطقة مأساوية خاصة ونحن في الشهر الكريم في ظل غياب الحلول الناجعة لمواجهة هذه الازمة التي تهدد الحياة في المنطقة منذ عقود دون تحريك وتوجه حقيقي لانهاء المعاناة وهو الامر الذي ضاعف من المعاناة حيث يتحرك الناس عقب الافطار نحو مناطق بعيدة لجلب المياه حتى الفجر أو شراء بوز الماء التي تكفي لاسبوع واحد فقط وتصبح الديمومة والاستمرارية صعبة في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة وخاطب البوكري السلطات المختصة والمنظمات الانسانية بالعمل على حل هذه المعضلة خاصة في هذا الشهر الفضيل للتخفيف من معاناة الاهالي الذي صارو منشغلون في الحصول على شربة المياه ونسيان الطقوس الجميلة لهذا الشهر الكريم..
وكان سكان بلدة الرويس الاعلى وفق سكان محليون يتحصلون على خدمة المياه من خلال مشروع مياه البوكره الباطن بالوازعيه لكن تعرض الشبكة لضرر خلال الحرب الاخيره أحرمهم من الاستفاده من مياه هذا المشروع وفاقم من المخاطر المحدقة بالسكان التي لاتخلو من خوف على الاطفال من الطريق خلال جلبهم للمياه من مناطق بعيده أو السقوط في قاعها والتسرب الذي تنامى بسبب شح خدمة المياه وغياب خدمة المياه الموصوله للمنازل.
ويعتمد سكان بلدة الرويس الاعلى على نهر ينبع من أحد الجبال الشاهقة المطلة على المنطقة الذي يزداد مع هطول موسم الامطار ويجف مع فصل الربيع والصيف رغم تواجد بئر ارتوازيه نفذتها احد المنظمات لم تكملها رغم وجود المياه وفق السكان في وقت وصلت المياه في الابار الاخرى حاليا لمرحلة الجفاف والنضوب التام في المنطقة الواقعة بين محافظتي لحج وتعز.