رصدت مبادرة هويتي لحماية التراث الثقافي في عدن الانهيارات التي وقعت في سقف مبنى سوق البلدية في مدينة كريتر في العاصمة عدن. والذي بني في خمسينيات القرن الماضي ويختص ببيبع الخضار والفواكه والاسماك والدواجن ويوجد فيه حوالي 600 مفرش. وكانت له مكانة في الماضي ودور في تنظيم عمليات البيع والشراء وتوحيد الأسعار بالإضافة إلى النظافة والترتيب. وقالت د. جاكلين البطاني رئيس المبادرة جاءت زيارتنا للسوق بعد انتشار اخبار عن انهيار لسقف المبنى نتيجة للبناء العشوائي على سطحه منذ فترة طويلة، وقد رصدنا عدد كبير من الانتهاكات التي نالت من المبنى نتيجة للإهمال المتعمد وأضافت: المبنى يعاني من التشققات على جدرانه وسقفه نتيجه لتسرب مياه مجاري البنايات العشوائية على السطح وهو مهدد بالانهيار مهددا حياة الباعة وكذلك الساكنين. وأوضحت د. جاكلين أن السوق يفتقر للنظافة والتنظيم حيث يوجد مقلب للقمامة بجانبه الأمر الذي يؤدي إلى تكاثر الفئران والحشرات وبالتالي يؤثر صحيا على المواد التي تباع بالداخل. ورصد فريق مبادرة هويتي أثناء الزيارة عدد من المنازل العشوائية على السطح التي يبلغ عددها بحسب إفادة احد البائعين اكثر من أربعين منزل والتي تم بنائها بعد اقتحام المبنى في حرب 94م حيث قام المقتحمين والبلاطجة ببناء غرف عشوائية باستخدام مواد بناء ثقيلة على المبنى القديم المتهالك الأمر الذي تسبب بانهيار السقف وسقوط المستاجر إلى داخل السوق. ويعتبر مبنى سوق البلدية مبنى تاريخي يمثل حقبة تاريخية مزدهرة مرت بها عدن وقد فقدت مدينة عدن الكثير من تاريخها وحضارتها خلال العقود الماضية وتعرضت معالمها التاريخية للانتهاكات والإهمال والسطو والبسط عليها من قبل الخارجين عن القانون في ظل تجاهل المسؤولين الذين انشغلوا بتحسين أوضاعهم الشخصية واهملوا القيام بواجبهم تجاه المدينة التي قدمت لهم الكثير. وناشد فريق المبادرة الجهات المختصة وعلى رأسهم مأمور المديرية والمحافظ إلى الأستجابة العاجلة وذلك بالقيام باخلاء سطح المبنى من الباسطين وإزالة البناء العشوائي قبل أن تقع كارثة يذهب ضحيتها المئات من المواطنين، والعمل على ترميم المبنى وإعادته إلى مكانته السابقة.