م حلمي الضالعي هنا على هذه الأرض في أقصى مؤخرتها حيث توجد البلاد التي غلط المؤرخون وأسموها اليمن السعيد ولم يعد لها من إسمها نصيب منذ أن تسلط عليها فار فأغرق جنانها وهاجرت ملكتها وتركت فيها جن سليمان هنا حين ينتشر كورونا يصير الوضع مختلفا إذ قد غابت الدولة بمعناها الخدمي والوطني منذ ثلاثون عاما في الجنوب ومنذ ألف عام في الشمال وأصبح الملايين كالغنم بلا راعي في ليلة شاتية وأول ما فقدت النظام الصحي بدون كورونا نحن البلد الأوحد في العالم الذي ظهرت فيه أمراض لم يعد يعرفها العالم إلا في تاريخ العلم ومتاحفه بدون كورونا نعاني من حمى الضنك والتيفوئيد والجدري والجرب والطاعون والملاريا والمكرفس وحمى الوادي المتصدع والكوليرا بدون كورونا نحن البلد الأول في العالم الذي يستهلك أكبر كميات من الحقن المغذية والمضادات الحيوية ومحاليل الإرواء حتى نفدت أو كادت بدون كورونا نحن شعب يعاني نصفه من الفقر ويتهدد نصفه الآخر خطر المجاعة بدون كورونا نحن البلد الأول في العالم الذي توجد فيه مستعمرات البعوض والذباب والصراصير والقوارض تعيش في أكبر المستنقعات التي تسببها الأمطار وفيضانات المجاري وتختلط معها أكوام وأكوام من القمامة في ظل الحر الشديد وإنقطاع الكهرباء لساعات والماء لأيام بدون كورونا كل الأطباء وحوش مفترسة وكل المستشفيات مسالخ للذبح إلا قليلا قليلا بدون كورونا نحن الشعب الأول في العالم الذي يستحوذ على معظم نفقات المنظمات الإغاثية العالمية من مختلف الجنسيات والأديان -على الأقل في الورق بينما تذهب حقيقة إلى اللصوص ولا ننال إلا النزر اليسير منها بدون كورونا نحن بلد منكوب مغلوب, معلول, جائع, مشرد, يعاني الحروب والأوبئة والحكومات الأفسد في تاريخ العالم, والجيران الأقسى قلوبا وأفئدة بدون كورونا ونحن نعاني كل هذا الغيض من الفيض فما بالكم مع كورونا أليس الوضع يدعو إلى الخوف كل الخوف؟ بلى لكن بالمقابل أليست رحمة الله قريبة من المستضعفين ومن الغلابى , المطحونين , المقهورين, المظلومين الذين لا ناصر لهم ولا ولي ولا قريب ولا صديق وليس لهم رجاء سوى بالله وحده ؟ بلى لنحسن الظن بالله فنحن شعث غبر مستضعفين مهانين مدفوعين بالأبواب والمطارات والموانئ بلادولة ولا ناصر ولا حليف ولا ولي ولا معين ولا أطباء ولا مستشفيات ولا أجهزة تنفس ولا معدات رش أو تعقيم ولا حظر ولا حجر ولا هم يحزنون . وهكذا شعب لن يتركه الله ولن يبتليه بما لا طاقة له به وهذا ما نرجوه منه سبحانه وتعالى فإلى الرجاء والدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل