مما لا شك فيه بإن التوعية الصحية قبل وأثناء تفشي الأمراض والأوبئة الخطيرة من الضروريات الهامة جداً في أي مجتمع..هذه التوعية لن تجد النجاح والقبول مالم يتبعها بالمقابل أهتمام وتفاعل حكومي من خلال تسخير كافة الأمكانيات الممكنة والمتاحة للدولة ومن ثم العمل على الإلتزام بتطبيق الإجراءات التي من شأنها الوقاية للحد من إنتشار هذه الأمراض والأوبئة وبالذات من الجانب الحكومي !! لدينا إيمان قوي وثقة كبيرة بقدرة الله تبارك وتعالى في أن يلطف بنا من هذا الوباء القاتل والمخيف فهو على كل شيء قدير ..هذا الإيمان يعطينا الكثير من الطمأنينة والراحة النفسية ولكن الحذر وأجب لذلك من الأسلم علينا الأخذ بالأسباب فالوقاية خيراً من العلاج!! ينبغي علينا جميعاً أن نمحو من عقولنا فكرة أن اليمن خالية من وباء كورونا من منطلق إن البلاد مفتوحة وباتت موطن للكثير من الأمراض الأشد خطورة وفتكاً فما بألنا والوباء بات يطرق أبواب اليمن بعد وصوله إلى الدول المجاورة لنا في كلاً من السعودية وعُمان!! هنالك معايير وشروط خاصة ينبغي الألتزام والتقيد بها للوقاية والحد من إنتشار جائحة كورونا.. تلك الأجراءات يجب إتباعها بحذافيرها فالخطأ ممنوع وأي تسأهل أو إهمال حتماً ستكون نتائجه كارثية على الجميع!! إذن كيف يمكن إقناع المواطن بالبقاء في المنزل ما لم تقوم الحكومة بواجبها من خلال توفير له كل مايلزم لإجباره على تقبٌل فكرة البقاء بالمنزل..فهل ألتزمت الحكومة مثلاً بشتغيل الكهرباء بأنتظام وعدم إنقطاعها لساعات طويلة وخصوصاً بهذه الأيام مع دخول الصيف لكي يستطيع المواطن المكوث لأطول فترة ممكنة في البيت..!! كيف بالأمكان أن يلتزم المواطن بالبقاء في البيت وهو لا يجد قوت يومه له ولأولاده بينما الحكومة لم توفر له سُبل العيش والحياة الكريمة وقت السلم فما بالنا بوقت الحرب والوباء؟! هل سيتقيد المواطن بعدم الحركة والتنقل لكسب لقمة عيشه بينما يشاهد الحكومة تطلب الله من خلال فتح المنافذ لزيادة إيراداتها من دون وضع أي إعتبار لخطورة هذا التصرف الأرعن والوقح!! أليس من المتعارف عليه بأنه عند إنتشار الوباء عالمياً هنالك إجراءات إستباقية يجب إتخاذها ولا تحتمل التأخير وهي الإغلاق الكامل والتام حتى إشعار أخر لجميع منافذ البلاد خصوصاً في زمن ذروة إنتشار الوباء في دول الجوار فهل قامت حكومتنا الرشيدة بهذه الإجراءات على أكمل وجه؟!..إذا كانت الإجابة ب نعم فياترى من أي كوكب فضائي وصلتنا أول حالة مكتشفة في محافظة حضرموت؟!..من وجهة نظري المتواضعة جداً كان الهدف من إعلانها هو الخوف من العين والحسد ليس إلا.. وليس كم أشيع من أجل التكسب والحصول على المساعدات والعياذ بالله..!! كيف نطالب المواطن بالبقاء في بيته بينما يشاهد قوافل من اللاجئين الأفارقة يسرحون ويمرحون بطول وعرض البلاد دون أن يعرف سبب تواجدهم وما هي وجهتهم القادمة ..!! لقد مر قرابة أربعة أشهر منذ الإعلان عن ظهور الوباء بشكل رسمي..أليست هذه فترة كافية للإستنفار وإتخاذ التدابير الوقائية والمناسبة لمجابهة هذا الوباء؟! ماذا عملت وقدمت الحكومة خلال هذه الفترة؟!..قطعاً لا شيء يذكر..!! لقد صدمني تصريح وزير الصحة عندما قال أنه منذ شهر فبراير وهو يخاطب منظمة الصحة العالمية بتوفير المعدات والإجهزة الخاصة لفحص الحالات المشتبهة والملابس الواقية لطواقم الطبية.. بالله عليك ثلاثة أشهر وانت تتسول فلماذا لم تخاطب حكومتك النائمة في العسل .!! ماذا ننتظر من حكومة ووزارة الصحة لم تستطع التوصل إلى النتيجة الصحيحة للحالة المكتشفة في حضرموت ولم تستطع توضيح أسباب كثرة الوفيات في عدن..؟! فما بالنا لا سمح الله إذا كانت هنالك المئات من الحالات المصابة يومياً!! في ظل هشاشة الوضع الصحي باليمن سيكون الأطباء من دون شك هم كبش الفداء لهذا الوباء في ظل تقاعس متعمد من الحكومة وذلك من خلال عدم توفير كافة المستلزمات الطبية الضرورية التي تحميهم من هذا الوباء الذي لا يرحم أحد ..لذلك علينا بأن لا نعول كثيراً بقدرة الحكومة على إنقاذنا من شر هذا الوباء!!.. فقط دعائنا وتضرعنا إلى الله هو المنقذ وسبيلنا الوحيد .. والله المستعان على كل من خذلنا وتباً لكل من يتاجر بمعاناتنا..!!