التهويل الملاحظ لما يجري في عدن لا يخدم الصالح العام ولا يعبر عن حقيقة الوضع الصحي الجاري التعاطي معه أعلامياً بصورة مفزعة ومخيفة وهو يستمر في إثارة الخوف والذعر ، غير ان هذا لايلغي المخاوف المحتملة والاحتمالات المفتوحة والتي تثبت مؤشراتها الخطيرة بأننا أمام وباء في غاية الخطورة وهو يفتك بحياة الناس في أقل من أربع وعشرون ساعة. في تقديري أن السبب الرئيس لحالة الهلع المسيطرة على الشارع يعود إلى الغياب التام لأي أستراتيجة صحية تذكر لمواجهة الأوبئة المنتشرة منذ مايقارب الأسبوعين والمتفشية بوتيرة عالية ويبدو أنها قد خرجت عن نطاقي السيطرة والإيقاف الغائبين تماما من المشهد في عدن. في أبين التي تبعد "60 كيلومتر" عن العاصمة عدن ، أفاد مواطنون بأن الوباء المتفشي ليس وباء بعينه وإنما مجموعة أوبئه ولها ذات الأعراض القوية الموجودة في عدن ومع ذلك لم تسجل السلطات في أبين حالة وفاة واحدة على عكس أعداد الوفيات المسجلة في عدن .. ثمة حلقة مفقودة وتثير الشكوك والتساؤلات حول ما إذا كان الوباء في حقيقته بهذا الشكل الفادح أم أنه أقل بكثير مما دأبت على تصويره كثير من الجهات الرسمية والمجتمعية وأعطائه الحجم المبالغ في توصيفه حتى هذه اللحظة. المراقب بعنايه لحركة الوباء أو الأوبئة منذ تفشيها يجد انه كلما أرتفع منسوب المبالغة في تضخيم الأزمة الصحية الناجمة عن الأوبئة المنتشرة كلما تباعدت الخيوط التي تحاك لأجل ربط الأوبئة المنتشرة بخيط وباء كورونا فيروس "كوفيد19" .. في أغلب المرات التي أعلن فيها عن أصابات ووفيات قيل ان سببها وباء كورونا ، تم تعديل تلك الإعلانات وإعادة تصحيح مضامينها والتي تؤكد جميعها بعد تصحيحها على أن الإصابات والوفيات ناتجة عن وباء الحميات بشتئ أنواعها المنتشرة في الآونة الأخرى. كل ذلك نتيجة مياة الفيضانات والسيول الآسنة الراكدة والتي ضاعفت من أعداد البعوض وتكاثره وهو ما أنتج بروز طفرات نوعية خطيرة على بعض أنواع البعوض السام وهو ما تؤكده أيضا إفادات المواطنين والشهود العيان والأهم من كل ذلك ماتؤكده التقارير الصحية والتي تثبت ان لاعلاقة لها بتفشي وباء كورونا حتى هذه الأثناء. تصريح "رئيس مصلحة الأحوال الشخصية" بالإضافة للفيديو المثير للجدل عن الحالة التي قيل أنها أصيب وتوفيت بوباء كورونا فجر الجمعة "8 مايو" يتناقضان تماما مع شهادات مرئية لدكاتره معروفين جاءت على شكل "فيديوهات مصورة" وأحيانا "منشورات مكتوبة" أكدوا فيها ان لا صحة لما تتناقله وسائل الإعلام ومنصات وبرامج السوشل ميديا عن تفشي لوباء كورونا في عدن ومناطق مجاورة لها .. نحن هنا لا ننفي ولا نؤكد ولا نحاول أن نثبت صلة ما بين التأكيد والنفي في ظل حالة الإرباك والعشوائية الإنتقائية للمعلومات والمصادر والجهات المتعددة الوثيقة الصلة بالوضع الصحي في اليمن عموما وفي العاصمة عدن على وجه التحديد. أستطيع القول وعن دراية وقرب ومن عدة مصادر مطلعة وتتابع يوميات الوباء أو الأوبئة المتفشية ، أستطيع القول بأن هناك جهات مؤثره تحاول جاهدة ان توسع من دائرة تفشيها الأخلاقي المتساقط أولا وتفشيها الأعلامي المتداعي ثانيا كي تثبت إدعاء تفشي وباء كورونا باليمن بأي طريقة وبأي ثمن قابل للعرض والطلب طالما والعائد المادي الدولي قابل للصرف متى ما أعطى الرعاة القائمون على "الأستثمار الوبائي الأقتصادي العالمي الجديد" الضوء الأخضر للمتعهدين المحلليين في اليمن. غير ان المتوقع لم يحدث على الأقل إلى الآن ، فمنظمة الصحة العالمية تتعامل مع مؤشر كورونا اليمني بأستهتار يثير الريبة والتكهنات حول جدية وحقيقة تعاملها مع البيانات الرسمية للحكومة اليمنية ومع حالة الصخب والتهويل الإعلامي اليومي منذ ابتدأت دعاوى وتأكيدات وصول الوباء المتفشي عالميا إلى اليمن والتي وإن تأكد قطعيا وصوله لها فأنه سيكون قد قرر الأنتحار حتما على أسوارها !