كأن الإنتقالي محتاج لجرعة تنشيطية لإعادة الحيوية والأمل إلى مناصريه، فقد طال عليهم أمد العهد والوعد. فكان إعلان الإدارة الذاتية. أثر هذة الجرعة واضح من خلال عودة مكثفة للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، يبشرون بقرب إستعادة دولة الجنوب. الجنوب العربي لم ينعم بإستقلال حقيقي قط. كنا مستعمرين من قبل بريطانيا جغرافيا، انتقلنا إلى استعمار فكري من قبل الإتحاد السوفيتي، وهو أخطر من سابقه. انتقلنا، والفضل يعود للرفاق، إلى استعمار قبلي جهوي عائلي وطائفي. وسمي "وحدة". فلا استقلال حقيقي للجنوب ولا وحدة حقيقية لليمن تحققا. لا أثق في قيادات المجلس الإنتقالي، الذي يظهر عداءه "للآخر" الجنوبي، بتهم إقصائية متعددة عفاشي، دحباشي، إصلاحي، اخونجي إرهابي في سبيل شعار لا صوت يعلو فوق صوت الإنفصال ترخص الأرواح في سبيل دولة موعودة، لا أرى فيها ملامحها الديمقراطية والعدالة للجميع. لا أرى استقلال جنوبي وطني حقيقي، بل استعمار وتبعية، يقودنا إليها من قادنا من قبل من تبعية لأخرى، وإن اختلفت الشعارات. سيدي وسيد ساداتي. وكأننا في الجنوب قد إستمرأنا على العبودية والتبعية للآخر.