الكثير منا يتلهف للعيد ، ينتظر فرحته بفارغ الصبر ، وكأننا ككل السنوات التي مرت سنخرج لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ، سنزور قبور موتانا وموتى المسلمين للسلام عليهم وطلب الرحمة من الله لهم . ثم التجول في الحدائق والمتنزهات برفقة البراءة وزرع البسمة والسعادة في محياهم . لكننا في هذا العيد لا يمكننا ذلك ؛ فهذا الفيروس #كورونا ، أوقف عجلة الحياة ، وساوى بيننا وبين الأموات، لا فرق بيننا من فوق الأرض ومن تحتها!
حياتنا اليومية تعازي نتيجة الأمراض المتفشية والحميات المنتشرة والجائحة العالمية التي التهمت مئات الأرواح !
يالله ما هذا الوجع الذي حل بنا ، ما هذه المآسي التي لا تفارقنا ، ما هذا الموت الذي جثم على بلداننا ومدنا وقرانا !
في عدن الحبيبة فقط أكثر من 600 شخص فارقون الحياة نتيجة الحميات والأوبئة والفيروسات !
كثير من الدول تعرضت لما نحن عليه لكنها تعافت ، والفضل بعد الله يعود لوعي أبنائها ، لحكومتهم التي وفرت لهم كل الأمكانيات وبنت لهم بنية تحتية متطورة بمثابة مناعة للمجتمع ككل من الجائحة والأمراض .
نحن في اليمن لا يوجد شيء من ذلك ، لا وعي فينا بمخاطر ما نحن فيه من بلايا واوبئة وفيروسات ولا بنية تحتية لنظام صحي ينتشل الوضع الكارثي الذي نحن فيه .
في مثل هذا الوضع وهذه الكوارث والحالات المأساوية التي نعيشها؛ يتطلب السلام بدل الحرب ،والتعاون بدل التصادم والكراهية، والتآلف والتراحم بدل الصراعات والأحقاد .
أيام سيئة عسيرة ثقيلة، لكن في كل الأحوال ستمر وستكون ذكرى .. الحياة ستعود بإذن الله أجمل مما كانت .. سعيدة مفرحة مبهجة .
قريباً جداً سنرى الناس تعود لأسواقها وأفراحها وأعمالها، لعله يكون قريباً بإذنه تعالى .
وكما قيل قديماً : « الحب ماء الحياة ..فاشربه رويداً رويداً بالقلب والروح .. »
نعم ، بالحب فقط نعيش أجمل اللحظات وتتلاشى رويداً رويداً ما نعانيه من أزمات .
لأنه الحب أقوى من كل المآسي والأحزان ، وحده من يعودنا الصبر ويزرع فينا البسمة ويخلق فينا الأمل والتفاؤل.
وكما قيل : «اطمئنوا ثمة سعادة في نهاية كلّ حزن، وراحة بعد كلّ تعب، ونور بعد كلّ ظلام، وشفاء بعد كل ألم ، وأشياء جميلة في علم الغيب..»
اللهم اللطف بنا واعد البسمة في وجوهنا ، إنك القادر وحدك عن رفع البلاء من بلداننا .