لا أستطيع النوم!! أتخيل الآن عائلة مفجوعة تلوي في شوارع صنعاء وعدن باحثة عن مستشفى أو مركز صحي يستقبل أحد أبنائها، ترفض المستشفيات دخوله. تصيح الزوجة: أنقذوا زوجي إنه لا يستطيع التنفس!! يبكي الأطفال: أنقذوا آباءنا، إنه يتألم من الوجع!! يطرقون كل الأبواب، لا مستجيب!! ساعات قليلة.. تصعد الروح إلى بارئها تبكي العائلة..تحزن.. يومين وتموت الأم بذات الطريقة التي قتل بها الأب،فالوباء ينتقل كالنار في الهشيم. في هذه اللحظات، يتحسس عبدربه منصور هادي كرشه السمين، يحزن لأن وزنه زاد في شهر رمضان بضعة كيلوجرامات، يتعهد لنفسه بأن يجري على الآلة الرياضية عندما يصحو في المساء، يشعر هادي بالملل من الحياة الفندقية، لقد جرب كل غرف الفندق وباتت مضجرة ومملة، لم يكن يدرك هادي أن لعنة ملايين اليمنيين تتسلل إليه عبر نسمات جهاز التكييف، ستصيبه، وستكتب في جبينه خائن للوطن!! لن تتوقف اللعنة هناك، ستذهب إلى الجوار، حيث ينام نائبه علي محسن الأحمر، ستكتب في جبينه خائن للوطن!! عندما تكتب اللعنة على جباه هادي ومحسن يكون قد اكتسبت قوة هائلة تجعلها تسير بسرعة إلى غرف معين عبدالملك وسلطان البركاني ومحمد اليدومي وووو قائمة طويلة ممن باعوا بلدهم من أجل حفنة من المال وغرفة فندق، ستوقضهم من نومهم وتحفر على جباههم