كل يوم ترتفع دقات ناقوس الخطر في اليمن أكثر وأكثر، وقد فاقت التعازي اليوم على التهاني بعيد الفطر، فقدت بعض الأسر عدة أفراد منها، ولا زالت مرشحة لفقدان المزيد، لا أدري لماذا يتعمد الكثير من إخفاء أسباب الوفاة، وكأن الأصابة بفايروس كورونا يسيء لهم، بالمقابل لا يوجد أي إجراءات مسؤولة من قبل حكومة الشرعية، ولا من قبل سلطات الأمر الواقع في الإدارة الذاتية وجماعة أنصار الله. معظم الوفيات يموتون في منازلهم، دون أن يخضعوا للفحص بالمسحات المخصصة لمرضى فايروس كورونا، ودون أن يتم تسجيل الحالة، الأمر الذي يتسبب في غياب الشفافية، وعدم صحة الأرقام الإحصائية في كشوفات فرق الترصد الوبائي، كما أن غياب الوعي المجتمعي في مواجهة الوباء المستجد، ينذر بعدم إستخدام إجراءات عزل منزلي، مشددة للحالات التي لم تصل للمحاجر، والتي لم يتم تسجيلها، كذالك لم تشمل أي إجراء وقائي لعمليات الغسل والدفن للمتوفين. لا يوجد حتى اليوم أي حملة إعلامية او ميدانية رسمية، ولا إجراءات إدارية، لطرق الوقاية وتوجيه المواطنين، فلا تزال المسافة الآمنة في التعامل مع الآخرين لا أحد يهتم لها، لا من قبل الباعة ولا من قبل المواطن، على سبيل المثال الوقوف في الطوابيرفي محلات الصرافة او أي محل يتطلب إنتظار الدور، والجنود في النقاط مجرد توقف أمام النقطة وإذا به يدخل رأسه معك داخل السيارة او يفتح الباب، وقس على هذه الأمثلة كل التعاملات اليومية التي يتطلب منك إنجازها، ومشاويريك التي يتحتم عليك قضائها. إذا لم يتم إتخاذ إجراءات صارمة، وبصورة عاجلة تتمثل في . 1/عمل دورات إرشادية سريعة لكل موطفي القطاع العام والخاص وكذالك الباعة وعمال والمطاعم، وكل من يقدم خدمات او يبيع سلع، ويخالط أعداد معينة من الناس، يتم على ضوئها منحهم تراخيص مزاولة مهنة، مقابل فهمه وإلتزامه بتطبيق الإرشادات، وفي حال المخالفة يتم سحب الترخيص منه ومنعه من ممارسة عمله. 2/ تخصيص دوريات راجلة وأطقم متحركة لمنع أي تزاحمات او تجمعات، ومنع إستخدام وسائل النقل الجماعي مالم يلتزم السائق والركاب للإجراءات الوقائية. 3/تحديد مغاسل للموتى الذين يشتبه بوفاتهم بفايروس كورونا، بإشراف فرق الترصد الوبائي وإتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المشيعين. 4/أي مريض يكون حامل لأعراض فايروس كورونا، ويفضل العزل في منزله يقوم هو او أهله بأبلاغ فريق الترصد الوبائي، للتأكد من صلاحية مكان العزل وتقديم المساعدة والإرشادات في طريقة ووسائل التعامل مع الحالة، والتواصل مع الفريق بصورة مستمرة، وفي حال تم ذالك دون الإبلاغ، يتم إتخاذ إجراءات عقابية او تأديبية وإعتبارهم متسترين ومتسببين في إنتشار الوباء. 5/أي مخالفات للنشرات الإرشادية والوقائية وعدم إلألتزام بها يتم معاقبة المخالفين، ويتم تشكيل لجان متعددة بحسب الحاجة لمتابعة تنفيذها، ورفع تقارير يومية وعقد مؤتمر صحفي كل فترة محددة بحسب الحاجة. 6/تحديد أكثر المناطق والأحياء الموبوئة وعزلها حتى لا ينتشر الوباء إلى المناطق المجاورة، وخلق شراكة مجتمعية للمساعدة في الرصد والإبلاغ عن أي حالات مستجدة، او أي أشخاص مستهترين او مخالفين لنشرات التوعية، ليتم التعامل معهم وإتخاذ الإجراءات اللازمة. هذا إذا كان هناك جدية للتعامل بمسؤولية مع جائحة كورونا مالم فإن الأمور ستخرج عن السيطرة والوقت يمر، وما هو مجدي القيام به اليوم لن يكن مجدي القيام به غداً وعامل الوقت مهم جداً في التعامل بمسؤولية، وأتمنى أن يتم التحرك سريعاً كون هناك إستهتار كبير من قبل المجتمع، وتجاهل من قبل الجهات المسؤولة، ولازال الكثير إلى يومنا هذا يصر على عدم وجود لفايروس كورونا. وتقبلوا خالص تحياتي احمد علي القفيش