نحن نعلم انك تتجول بيننا بكل أريحية ، ندرك وجودك في ارجاء حياتنا ، لا بأس إن استغفلتنا ، و ليس لدينا مانع بأن تفتك بنا ، نحن شعب جائع ، يخرج الموظف و العامل و صاحب العمل الخاص من أجل كسب لقمة عيشه كي يستطيع المضي قدماً حتى الغد ، نطارد لقمة العيش الكريم بعد أن حكمتنا سلطات متعددة ، أتخمت من جوعنا ، و تمترست خلف هواننا و فقرنا ، عزيزي كورونا ، نحن شعب اعتاد أن يفتك به كل آتٍ و ماضٍ ، شعب تغلّبت عليه الحياة ، و تسلّط عليه أشر ناسه ، لم نعد نُبالي بوصولك و غيابك ، ولن يهمنا قط إن قتلتنا ، فنحن نسعى لنصل لفُتات نسد به جوعنا ، لن نمكث في المنازل لأجل حماية أنفسنا منك ، بل سنتجول ، سنعمل ، سنخرج ، سنُصلي ، سنتجمع على مائدة غير معقمة ، و سنتناول طعاماً لا يقينا 1عراضك ، كما عاندنا الحروب و فتكت بنا ، سنعاندك ، و كما تعايشنا مع ألآم الفَقد و الغُربة في وسط بلدنا ، سنتعايش معك ، و كما دفنّا فلذات اكبادنا بالكوليرا و الملاريا و حمى الضنك و الحمى الڤيروسية و الكرفس و الانفلونزا بشتى 1سمائها ، سندفنهم بك . سنعيش حياتنا الطبيعية و لن نقي أنفسنا إياك ، سنعيش حياتنا و لن نخافك ، نؤمن بأنه لن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا ، نؤمن بضرورة قضية العيش ، نؤمن بأهمية السعي من أجل لقمة كريمة تفرغ جوعنا ، صدقني ليس لدى شعبي النقود الكافية كي يشتري نصف ما تحتويه المحلات من مستلزمات الطعام ، فإن مكثنا في منازلنا سنموت جوعاً بدلاً من الموت بك ، لدينا الله وحده ، و هو لن يخذلنا ، تفضّل كيف ما تريد ، و خذ من تريد ، أنت بلاء و الميت بك شهيد ، و نحن شعب يموت في يومه مع كل خطواته ، فلا بأس فموت بك أنت إعتياد لدينا .