على أوسع نطاق رفع شعار "خليك في البيت" في كل دول العالم كحل احترازي ناجع للحد من تفشي وانتشار وباء كورونا. دول عظمى كأمريكا وفرنسا وغيرهما تكفلت بخدمة شعوبها أو صرف مبالغ مالية للناس كمساندة في وجه البطالة والكساد الحاصل. حكومات حقيقية حاولت توفير خدمات متعددة من أجل انجاح الحجر الصحي والمحافظة على أرواح رعاياها. لكن ماذا عن الشعب الذي غالبيته لا يملك قوت يومه؛ يعاني بطالة وفقرا ومجاعة وسوء تغذية؟!! حتى معونات المنظمات تباع له في السوق السوداء. موظفون بلا مرتبات منذ سنوات ولا دخل في أدنى مستوياته !! شعب يعيش تحت خط الفقر وخارج حقوق الصحة وأسفل حدود الوعي. "خليك في البيت" تقال لأولئك الذين يأكلون السحت من مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية. أما البسطاء الذين يخرجون من أجل توفير لقمة العيش لأطفالهم فلهم رب السماء. فالحجر يحتاج إلى مخزون طعام وصحة نفسية بعيدا عن قلق الفقر والعجز. ما أسخف أن تطالبوا من لا يجد قوت يومه أن يلزم البيت ليموت جوعا قبل الوباء. وما أحقر أن تكون أهم متطلباتكم تخفيض قيمة النت وتوفير وسائل الراحة والتواصل الاجتماعي؛ وأن تكون حسرتكم على المولات والمطاعم والحدائق. تحاول مليشيا الحوثي جاهدة أن تبدو كدولة تفرض قوانين صارمة للوقاية من الوباء فتمنع التجمعات وتفرض الحجر الصحي في العراء على مئات الأسر وتظل الشرعية غائبة كعادتها. لا يهتم الحوثيون إن مات اليمنيون في بيوتهم جوعا أو حصادا لوباء يكتسح الدول الكبرى عوضا عن بلد مدمر كاليمن. قوانينهم الصارمة تحمي أنفسهم ومصالحهم فقط؛ وإلا فإن أسواق القات تغص بمرتاديها. شهدت اليمن على أيديهم وفي عهودهم المتلاحقة أسوأ النكبات ومات آلاف اليمنيون في مجاعات متلاحقة في زمن الأئمة ومخازنهم تمتلئ بالحبوب. اكتسحت اليمن الأوبئة في فترات كثيرة وما زالت تجول فيها الأمراض المنقرضة بسبب سياسة الجهل والشعوذة والخرافة والتدمير الداخلي الذي ينتهجونه في اليمن. فكيف يطمح المواطن أن يأتي على أيديهم أي خير أو مواجهة لوباء الكورونا ؟!! الإمامة وباء يجب القضاء عليه والحجر منه فقد أهلك من اليمنيين ما لم تهلكه كل الأوبئة مجتمعة. وباء عقلي يفتك بأذهان الناس قبل أبدانهم في غفلة من الجميع.