من أهم الأسباب التي جعلت اليمن يعيش في دوامة كبيرة من الصراعات؛ الأحزاب التي تفكر خارج حدود بلدها، والمتفانية في تطبيق ذلك التفكير داخل الحدود مهما كلفها ذلك ولو وجد الشعب ويلات الحروب؛ فمثواهم جنة الخلود. فمنذ ظهور الأحزاب السياسية بصورة نظامية في الدولة بعد ثورتي التحرير الاستقلال برزت لنا الكثير من الأحزاب يمينا وشمالا، وكل حزب غرف من الفساد ما استطاع. حزب الإصلاح أحد تلك الأحزاب التي تفكر خارج الحدود فرفع شعارات قضايا وأفكار خارج إطار الحدود، وحشد كل أتباعه ومريديه لسبيل ذلك. أبرز تلك القضايا هي القضية الفلسطينية والتي أصبحت مصفاة فرز لبقية الأحزاب المختلفة معه، فخاض صراعا مع مخالفية دفاعا عن قضايا لا تستطيع الدولة حملها، فنقلوا شؤمها لداخل الحدود فطغت روح الأفكار والقضايا الخارجة عن حدود الوطن على روح الوطنية. الحزب الاشتراكي سبق حزب الإصلاح في هذا وارتكب الخطأ نفسه، عندما ذهب وتبنى فكرة خارج إطار الحدود بل وبعيدة جدا، وأجبر عليها الجميع، وحارب المخالفين من أجلها، فجلب حظ الاتحاد السوفيتي السيء لجنوب اليمن! 23 سنة جعلت الحزب الاشتراكي عجوزا، فجاءت الوحدة وقادته إلى دار المسنين، أما الإصلاح فقد قضى 23 عاما كذلك حتى جاءت جائحة الحوثي؛ فحشر في زاوية ضيقة جدا ربما لا تعطيه فرصة الذهاب لدار المسنين!!