الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين..اما بعد :-
أطلعنا خلال الأيام الماضية على منصات التواصل الإجتماعي على بعض الإنتقادات الموجهة لمكون الهيئة الشعبية بمحافظة شبوة والتي تعكس مدى الفهم المغلوط عند البعض حول مهام ودور الهيئة الشعبية ، سيما أولئك الذين يضنون أنها وجدت لأغراض وأجندة معينة لصالح طرف سياسي أو حزبي بعينيه ،وهذا مجرد تخمين غير صحيح ،بل لايمكن القبول به إطلاقاُ كما لم ولن تسمح لأي جهة او طرف فرض الوصاية على شبوة أو إنتزاعها من يد ابنائها وتسليمها للغير .
إذ نؤكد ان الهيئة الشعبية كيان شعبي - شبواني مستقل لا يخدم ولا يتعاطف ولا يمثل أية جهة سياسية أو حزبية او حركة معينة سواء محلية أو خارجية . مكون الهيئة جاء لتحقيق آمال وتطلعات أبناء المحافظة وفق ما تضمنته (الوثيقة المجتمعية من أجل البناء والتغيير) المعلن عنها عند إشهارها في اواخر العام 2018م .
تعد هذه الوثيقة هي الدليل النظري والبرنامج العملي للهيئة بإعتبارها ولدت من رحم المعاناة والحاجة ، وأعْدت بمنهجية علمية دقيقة بمشاركة نخب من رجالات شبوة الأوفياء ( مرجعيات قبلية وشخصيات إجتماعية - ومثقفين واكاديميين وممثلين عن تنظيمات سياسية وحزبية ومنظمات مدنية وفئات بكل الوان الطيف المجتمعي في المحافظة )
يتلخص مشروع الوثيقة في رؤية عامة ( ان تظل شبوة موحدة - قوية - صلبة- مسيطرة على كل ثرواتها و خيراتها حاضرة في صنع القرار ومشاركه في بناء المستقبل ..) وتنطلق في تحقيق أهداف سامية تتمثل في - العمل على توحيد الصف الشبواني ورفض سياسة التهميش والإقصاء والوصاية لأي مكون سياسي أو مجتمعي أوجغرافي والسعي على إشراك الجميع في حاضر ومستقبل المحافظة . - نبذ كل أشكال التعصب الحزبي والقبلي والمذهبي بكافة أشكاله وأن تظل مصلحة المحافظة الأرضية المشتركة للجميع . - صناعة وعي لدى المواطنين بحقوقهم وواجباتهم نحو محافظتهم وإحترام النظام والقوانين ونشر ثقافه السلمية والوسطية والإعتدال .
- المساهمة في تنمية وتطوير المحافظة أرضاً وإنساناً والعمل على توظيف الجانب الإعلامي بكافة وسائله لما يصب في مصلحة المحافظة وفي كافة الجوانب توظيفاً إيجابياً.
إذ لم تكن الهيئة الشعبية بمنئ او غافلة عما تشهده الساحة الوطنية من حروب وتجاذبات أو ما يدور من أحداث داخل المحافظة فقد كانت مواقفها معلنه وواضحة ، فقد عبرت عن رفضها لكل انواع العنف والصراعات السياسية والحزبية و اطلقت النداءات بضرورة الحفاظ على المحافظة من جميع القوى الموجودة نخبة - وأمن - وجيش والعمل على تجنيب المحافظة اي صراعات ريثما يتبين شكل الدولة القادمة و بما يتم التوافق عليه ، فشبوة ستكون جزء منها ولن تكون خارج الإطار الجغرافي إذا ما أتت دولة الجنوب ، لكن للاسف غلب صوت البندقية على صوت العقل والمنطق حينها وشهدت المحافظة الأحداث المؤسفة في شهر اغسطس من العام الماضي 2019 م .
وكما لم تتوارى الهيئة عن إعلان مواقفها تجاه كل التجاوزات والتعسفات والإنتهاكات ،وذلك من خلال إصدار بيانات عديدة المنددة لكل التصرفات والسلوكيات الحاصلة داخل المحافظة ، وبالمقابل لم تكابر في الإشادة بالإيجابيات ومساندتها .
وقد بيٌنت الهيئة موقفها أزاء الأحداث الأخيرة بين طرفي الصراع في محافظة أبين وذلك على لسان رئيسها اللواء/ أحمد مساعد حسين - حفظه الله ورعاه - وقالها بصريح العبارة انها (حرب عبثية ) كما شجب واستنكر إشعالها واعتبر الهدف منها هو الزج بأبناء الوطن عموماً ومحافظة شبوة خصوصاً في مستنقعها وإتخاذ منهم وقود على حساب أرواحهم وأحزان وألآم أسرهم وعائلاتهم ، وفي ظل انتشار الأوبئة والأمراض وجائحة فايروس كورونا الذي دعى العالم بأجمعه الى وقف اي اقتتال والتفرغ لمواجهة هذا الوباء الفتاك أو على الأقل إتخاذ الإجراءات الإحترازية لعدم تفشيه في أوساط الشعوب .
وبالمناسبة نجدد التاكيد ان الهيئة الشعبية ظلت ومازالت وستظل تنطلق من مواقف وثوابت رصينه ومبادئ راسخة عنوانها ( مصلحة شبوة أولاً ) .
ومن أجل شبوة ومصلحة مواطنيها فإننا نجدد دعوتنا للفرقاء السياسيين في محافظتنا الحبيبة ( شبوة ) إلى نبذ العنف والإقتتال وتجميد كافة الصراعات و الخلافات السياسية وتوقيف المهاترات الإعلامية بينهم ، و والتركيز على ماهو اهم في مجال الإستقرار الإمني وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمع وإعادة الإعمار مع الحفاظ على التماسك الإجتماعي والأخوي . وعندما تحين مرحلة الخوض في شكل الدولة القادمة ومستقبل البلاد ستكون شبوة حاضرة بقوة في ذلك لما تمثله من رقم صعب في المعادلة السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
والله ولي الهدى والتوفيق
صادر عن اللجنة الإعلامية بالهيئة الشعبية محافظة شبوة عتق - الاحد 7-6-2020م
