تلوح في الافق مساعي نشيطة للامم المتحدة لانهاء الحرب وصناعة السلام في اليمن فهل تستمر في جهودها بشكل دؤوب حتى تتوقف الحرب في جميع المناطق في اليمن .. كنا نطالب الاممالمتحدة بتقييم جاد لدورها في اليمن سواء في الملف الانساني او الملف السياسي وتشخيص اخفاقتها وتحديد اسباب ذلك الاخفاق والشروع في معالجة سريعه لها .. اهم اسباب تلك الاخفاقات هو شبهات الفساد الذي يرجع سببها الى غياب الشفافية الشاملة وانحصار الاممالمتحدة في مكاتبها كجزر منعزلة عن ما يعانيه الشعب اليمني فجميع تقارير الاممالمتحدة وتعاملاتها باللغة الانجليزية وموظفيها لايجيدون الا اللغة الانجليزية في شعب تنتشر فيها الامية بشكل كبير وخصوصاً في اللغة الانجليزية الذي لايجيدها سوى القليل جداً من الشعب اليمني لذلك كانوا معزولين عن اليمن . وقد طالب كثير من الناشطين والحقوقيين من الاممالمتحدة الافصاح عن مصير المبالغ المالية الممنوحة للشعب اليمني كمساعدة واغاثة وتم اطلاق حملات شعبية بجميع لغات العالم #حملة_اين_الفلوس ومازالت هذه الحملة مستمرة ونأمل التجاوب معها والاعلان صراحة من الاممالمتحدة بتقارير تفصيلية باللغة العربية عن مصير المبالغ الممنوحة للشعب اليمني ومجالات صرفها .. شبهات الفساد الذي واجهت الاممالمتحدة وانشطتها في اليمن زعزت ثقة الشعب اليمني فيها والذي تعتبر الثقة اهم وسائل نجاح عملها .. ورغم ذلك هناك بوادر ايجابية فلأول مره الاممالمتحدة في اليمن تتكلم اللغة العربية في لقاء نقاش الكتروني ضم مكتب مبعوث الاممالمتحدة في اليمن مع ناشطين ومواطنين يمنيين تناقش الجميع وباللغة العربية معظم ما يعانيه الشعب اليمني واسبابها واولويات الشعب اليمني والدور المأمول للأمم المتحدة في اليمن ... شاركنا وشارك كثير من الناشطين في هذا النقاش والحوار الجيد والهادف الذي لامست في محاورة بشائر ايجابية بتفعيل دور الاممالمتحدة في اليمن نحو ايقاف الحرب وصناعة السلام لتحقق الاممالمتحدة بذلك اهم اهداف انشاؤها المنصوص عليه في ميثاق تأسيسها المتمثل في ايقاف الحروب والحد من المعاناة من ويلاتها .. نأمل ان يستمر النقاش وان تقوم الاممالمتحدة بتفعيل دورها في اليمن بشكل محايد ومستقل والبداية باعلان اعتماد اللغة العربية في جميع تقاريرها وتعاملاتها في اليمنلتعزيز الشفافية الشاملة ... هناك فرص كبيرة تلوح في الافق بان الاممالمتحدة قريبة من نجاح جهودها في ايقاف الحرب في اليمن في ظل توافق عالمي لانهاء المأساة الانسانية الذي يعاني منها الشعب اليمني نتيجة حرب منفلته طالت فترتها بشكل خطير خصوصاً في انفتاح ملفات اقليمية ودولية وتأثير تلك الملفات بشكل خطير على الوضع في اليمن الذي ستنقلب جميع المعادلات على الجميع والحل الوحيد هو في ايقاف الحرب واغلاق هذا الملف الخطير .. خصوصاً في ظل انتشار وباء كورونا الذي اكتسح العالم ويهدد اليمن بانفجار قنلبة كورونا في ظل انهيار وضعف القطاع الصحي الذي سيتسبب في سقوط الالاف ضحايا الوباء الخطير الذي لن يعرف ضحايا هذا الوباء في اليمن حتى اسباب وفاتهم بسبب عدم وجود اجهزة فحص لوباء كورونا .. ضاعت فرص كبيرة للامم المتحدة لايقاف الحرب في اليمن والحد من انفلاتها من القانون الدولي الانساني والذي تحولت الى اكبر كارثة انسانية في التاريخ بسبب تقارير الاممالمتحدة .. اكبر فرصة بذلت الاممالمتحدة جهود كبيرة لانهاء الحرب في اليمن هي مفاوضات استوكهولم الذي توجت بتفاهمات لملفات هامه جداً وتم تعميدها بقرار واضح من مجلس الامن الدولي وكنا نتوقع تنفيذ هذه التفاهمات الذي كانت ستقفز بالوضع في اليمن بشكل كبير ايجاباً في مسار السلام كون تفاهمات استوكهولم عالج ملفات هامه ( اطلاق الاسرى والمعتقلين – الحديده – تعز – المنافذ ) .. لم يعد امام اليمن الا خيار واحد فقط لانهاء واسدال الستار على مأساة كبيرة وكارثة انسانية خطيرة يعاني منها الشعب اليمني ليس باستمرار اخفاؤها بل بمعالجتها وانهاؤها فرصة صناعة السلام في اليمن اصبحت وشيكة جداً وتحتاج فقط لجهود ضاغطة من الاممالمتحدة للوصول الى وقف شامل لاطلاق النار في جميع مناطق اليمن ويتلوه اطلاق سراح جميع الاسرى لدى جميع الاطراف باجراء عملية تبادل اسرى برعاية الاممالمتحدة خصوصاً وان جميع الاطراف مقتنعين ويصرحون باستمرار بمطالبتهم بتنفيذ هذا التبادل الشامل ويتأخر التنفيذ بسبب غياب الثقة ووجود عراقيل تعترض استكمال اجراءاتها الاممالمتحدة بالامكان الضغط لانجاز هذا الملف الذي يصرح الجميع بموافقتهم عليها وانهاء معاناة الالاف من الاسرى وعائلاتهم واغلاق هذا الملف .. الحديدة تشهد عودة كبيرة للاشتباكات العسكرية بعد ان شهدت هدوء ملحوظ خلال الاشهر الماضية بامكان الاممالمتحدة اتخاذ اجراءات عاجلة للعودة لتطبيق تفاهمات استوكهولم وعودة الهدوء للحديدة كونها تعتبر اهم ممر انساني لايصال احتياجات الشعب اليمني والمساعدات الانسانية .. ملف تعز حاولت الاممالمتحدة بشكل ضعيف جداً معالجة هذا الملف وفتح المنافذ والممرات الانسانية لمحافظة تعز من الشمال والجنوب ولكن لم يتم انجاز ذلك رغم تجاوب جميع الاطراف لمعالجة وانهاء مأساة تعز وايقاف خنقها وحصارها الذي اصبحت محافظة حصر محافظة محاصرة ضمن وطن كبير محاصر بامكان الاممالمتحدة الضغط بشكل ايجابي وقوي لاتخاذ اجراءات عاجلة تفتح الممرات والمنافذ الانسانية لتعز من الشمال والجنوب واعادة تشغيل ميناء المخا التابع لمحافظة تعز لإيصال الاحتياجات و المساعدات الانسانية لمحافظة تعز عبر هذا الميناء الحيوي الهام ... مع تأخير انجاز ومعالجات الملفات التي تم التفاهم فيها في مفاوضات استوكهولم انفتحت ملفات جديدة في شمال الوطن وجنوبه لتنظم الى تلك الملفات السابقة ولتزيد من تعقيدات الوضع في اليمن الحل الوحيد هو بانجاز تلك الملفات بحسم .. وفي الأخير : نأمل من الاممالمتحدة ان تقوم بتقييم وتقويم دورها في اليمن وتفعيل دورها المنشود في ايقاف اطلاق النار الشامل ونجاز ملف تبادل الاسرى الشامل وفتح المنافذ الانسانية في تعز بما فيها ميناء المخاء وتصحيح مسار ملف محافظة الحديدة الذي انحرف بشكل كبير نحو الحرب بعد ان كان في مسار السلام ... فتح نقاشات مباشرة بين الشعب اليمنيوالاممالمتحدة خطوة قوية وايجابية من الاممالمتحدة للخروج من الجزر المعزولة الذي وضعوا انفسهم فيها بسبب ممانعة الاممالمتحدة في اعلان اللغة العربية للتعامل بها في ملف اليمن الانساني والسياسي واصدار تقارير شهرية تفصيلية باللغة العربية لجميع انشطتها والمبالغ المخصصة للمساعدات الانسانية وتفاصيل مجالات صرفها واتخاذ اجراءات قوية وعاجلة لمكافحة والحد من أي شبهات فساد بتعزيز الشفافية والرقابة الشاملة في جميع انشطتها الانسانية والسياسية في اليمن وفتح تحقيقات فورية وشفافة في صعوبات او عراقيل تعيق الاممالمتحدة عن القيام بدورها بحياد واستقلال كامل واعلان جميع المتورطين في تلك الصعوبات ... جميع انظار الشعب اليمني متوجهه نحو الاممالمتحدة و يتساءلون هل توقف الاممالمتحدة الحرب وتصنع السلام المستدام في اليمن ؟ حلم قابل للتحقق