جميعنا يعمل ما يجري في أبين من معارك طاحنة بين المجلس الإنتقالي والقوات الموالية للحكومة الشرعية, معارك عنيفة تخلف يومين عشرات القتلى والجرحى من الطرفين مع تكتم الأطراف المتحاربة عن عدد القتلى والجرحى, من دون تحقيق أي تقدم على مستوى السيطرة الجغرافية. الجميع يعلم بجوهر الخلاف بين المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية, ولكن الجميع يسأل عن سبب تفاقم هذه الخلاف ؟! رغم أن المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية يعملون جنباً إلى جنب في قاتل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بدعم وتوجيه من قيادات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية, ولكن الجميع يسأل عن سبب صمت التحالف العربي من المعارك الدائرة في أبين؟ .
خيارات المجلس الإنتقالي تتمثل في مساندة الحكومة الشرعية والتحالف العربي في إنهاء انقلاب المليشيات الحوثية واستعادة الشرعية المدعومة دولياً بالمقابل أن يحقق المجلس الإنتقالي خيارات شعب الجنوب في التحرير والإستقلال وإستعادة الدولة, و اما خيارات الحكومة الشرعية هي إستعادة الشرعية اليمنية التي انقلب عليه الحوثيين.
من وجهة نظري الشخصية أن سيناريو الحرب الدائرة في أبين هو سيناريو استنزاف للطرفين , وهذا يفسر صمت التحالف العربي, استنزاف القوى هي أحد الخيارات السياسية التي يعمل عليه التحالف العربي من أجل استنزاف كل القوى المتحاربة من السلاح والذخيرة والرجال والمعنويات التي كسبها خلال فترة تحرير الجنوب من الحوثيين, للوصول إلى نتيجة انهاك القوى المتحاربة للجلوس في طاولة واحدة والقبول بخيارات التحالف العربي التي مازالت مجهولة حتى الآن , ولا ننسي الوضع الاقتصادي المتردي في العاصمة عدن وعموم المحافظة الجنوبية التي عجز عنها كل الأطراف المتحاربة من تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض, وفي الجانب الآخر قوات طارق علي عبدالله صالح الذي يمتلك العديد من الألوية العسكرية مدعومة من التحالف العربي وتتمركز في مدينة المخاء الواقعة في محافظة تعز ويكمن دورها في خوض المعركة في وجه الحوثيين, ولكن حقيقة قوات طارق علي عبدالله صالح في الجبهات هي البقاء في المعسكرات وعدم خوض المعركة مع الحوثيين ولم يطلقوا رصاصة واحدة في وجه الحوثي هذه حقيقة يجهلها الجميع ومع هذه نرى بشكل مستمر دعم التحالف العربي بالسلاح والمال لقوات طارق , وهذه يفسر صمت التحالف العربي من المعارك الدائرة في أبين وخيار المحافظ على قوة طارق علي عبدالله صالح بكامل عتادها لتجهيزها في مرحلة يفقد الجميع قوة.