اكتب هذه السطور بعد وصولي من قرية (عزافة)في بلاد الصبيحة مسقط رأس القائد الأسير البطل اللواء محمود الصبيحي حيث شاركت أولاده وإخوانه ورجال قبائل الصبيحة ولليوم الثاني على التوالي احزانهم في رحيل الشيخ عبدالولي محمود الصبيحي النجل الأكبر للواء محمود الصبيحي. وقد يتساءل البعض عن ذهابي ليومين متتاليتين وقطعي مسافة خمس ساعات ذهابا وإيابا في الطريق إلى هناك. والإجابة باختصار أن الفقيد عبدالولي أبا محمود عزيز وغالي على قلبي وزاد إخوانه عبدالله الذي صار اليوم عميد هذه الأسرة الشجاعة. وقبل ذلك علاقتي الاخوية بوالدهم البطل محمود الصبيحي الذي عملت معه لسنوات سكرتيرا إعلاميا. ومنذ اسره في رمال العند في ال23من مارس العام 2015م أشعر كغيري من أبناء الشعب اليمني والجنوب بشكل خاص أننا افتقدنا ركيزة وطنية أساسية مستحيل سد الفراق الذي تركة على المدى القريب. عموما رحيل نجلة عبدالولي ضاعف مأساة هذه الأسرة العظيمة. لكني شعرت بالفخر بأن هناك مازالوا رجال صناديد يوجهون القضاء والقدر والمحن بقوة إيمان وانا ارى الولد عبدالله محمود وإخوانه يصطفون لاستقبال حشود المعزيين التي جات من كل حدبا وصوب لتقديم واجب العزاء والوفاء لأولاد محمود الصبيحي. كان المشهد نادرا جسد قيم الحب والوفاء الأصيل من هولا الناس للقائد المناضل الفذ محمود الصبيحي الله يفك اسره. احتضنت قرية عزافة ذلك السيل البشري من الناس البسطاء والمسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية والمشايخ والأعيان. .وحضر من الوهلة الأولى محافظ لحج اللواء أحمد عبدالله تركي ورابط يومين متاليين لمشاركة أولا محمود الصبيحي احزانهم ومثلة أبو الواجب القائد الوفي العميد علي الكود الذي سخر الامكانيات وتوفير الكثير من متطلبات مجلس العزاء كعادته. في مثل هذه المواقف وغيرها وفا منه وهو يقدم ولا يحب يذكره أحد. والى الحاضرين الأوفياء رجال المواقف نائب وزير التعليم الفني الشيخ عبدربه المحولي واللواء صالح علي حسن واللواء فضل حسن واللواء محسن الداعري والعميد فضل طهشة والعميد محمود صائل والعميد عباس مسعد الجحافي والنائب البرلماني زيد طه الذي شهدته لليوم الثاني على التوالي وهو يعاني من ظروف صحيه. وفي مجلس العزاء شاهدت القائد حمدي شكري والعميد الدكتور قائد عاطف ومأمور حبيل جبر بديع القطيبي والعميد عبدالكريم قاسم العيسائي والشيخ محمد علي المنصب وعميد الأسرى المناضل احمد العبادي المرقشي وشقيقه محمد والعميد عبدالناصر السنيدي وسند نجل شيخ الشهداء اللواء علي ناصر هادي واللواء عبدالكريم الزومحي والعميد نجيب الصبيحي والشيخ عصام هزاع والعقيد الصميمي ومحمد علوي و .حسنا هذا الحضور أكد أن الجنوبيين يمكن أن يلتقون في المآتم والأفراح مثلما جمعتهم عزافة مسقط رأس القائد المغوار محمود الصبيحي. وأن كان الحضور ضئيل من محافظاتأبين وشبوة وحضرموت والمهرة فإن القاصي والداني يعرف الأسباب التي شتت الجنوبيين وغيبت قيادات ورموز هذه المحافظات الجنوبية الاصيلين. ولا داعي أن نكابر أمام الوضع المأساوي الذي وصلنا إليه. علينا أن نعيد حساباتنا ونتذكر أن محمود الصبيحي وقع في الأسر وهو يقاتل قوى العدوان مليشيات الانقلاب الحوثية. وعلينا واخاطب عقلا الجنوب أن نتحرك لوقف نزيف الدم في أبين ونلملم الجروح وتضميدها تدريجيا. الأهم وقف القتال ووقف ماكنة الإعلام التي تحرض على مزيد من الدم والقتل ويعتقدون أنها بطولة. وتضحية من أجل هدف سامي. ختاما رحم الله فقيدنا الغالي الشيخ عبدالولي محمود الصبيحي واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة واللهم الجميع الصبر والسلوان انا لله واناليه راجعون