نحن العشرينيون ، لا... ليس العشرينيون بل التسعينيون ، في خريف أعمارنا المتلف. تائهون في عالم شعوره مؤلم و صداع مستمر، و مزاج متقلب و خلبطة أوجاع دائمة.. تائهون في عالم مقرف، و محيط ملوث و حي بالكآبة مسرف . تسعينيون الشعور، عايشتنا الظروف القاسية ثم أصرت على عدم الرحيل كي لا تخون العشرة، تمنينا أن ترحل عنا و أن تترك لنا الزهايمر خلفها كي نشعر أن الحياة عادلة... نحن العشرينيون لم نعد نشعر أن الحياة آمنة، فقدنا الثقة بكل شيء. نهرب إلى غرف نومنا من هذا الضجيج الذي عكر صفوة الحياة، نهرب من الضجيج المنتشر حولنا و من الفوضى المستمرة جوارنا ..... نهرب من كل شيء تمامآ ،نختبيء خلف أربعة جدران لعلها تتحول إلى أقراص من هدوء...... و رغم هروبنا لم نجد الامان هربنا و لكن وجدنا انفسنا في مستنقع الضجيج لا جدوى في ذلك. و بعدها تبين لنا أن كل ذلك الإزعاج هو ضجيج قلوبنا ، و ضيق ارواحنا، أصبح ذلك الضجيج جزء منا، أصبح مرافق لنا ً، ضجيج الذكريات، و فوضى الشعور، و إزعاج الندم و صراخ الأماني.. كلها أشياء جعلت منا أشخاص نتمنى الإنطواء بحثا عن راحة البال لا نريد مركز،و لا مكانة و لا مال. لا نريد شيء سوى راحة البال،تلك الراحة التي فقدناها و السبب نحن ، نحن من هلكت قلوبنا في سبيل اللاشيء...