شهدت مدينة التربة يوم السبت خروج مظاهرة دعا لها الحزب الناصري وأتباع طارق عفاش المدعوم من الإمارات وذلك تنديداً بقرار الرئيس هادي بتعيين العميد عبد الرحمن الشمساني قائداً للواء 35 مدرع خلفاً للعميد عدنان الحمادي، حيث يتهم الشمساني بأنه موال لحزب الإصلاح الإخواني، كما شهدت المدينة في اليوم نفسه بعض الاشتباكات المسلحة بين أطراف رافضة وأخرى مؤيدة للقرار. وتعليقاً على ذلك أقول : تعمل الإمارات على إيجاد نفوذ لطارق عفاش في مناطق الساحل الغربي ثم التمدد إلى مديريات مهمة في محافظة تعز كمدينة التربة، وذلك للاستئثار بها وطرد نفوذ حزب الإصلاح الداعم للرئيس هادي والمتلبس بثوب الشرعية؛ وذلك لخلق واقع جديد يمكّن طارق عفاش من المشاركة في أي حل سياسي قادم، وهكذا ينشغل عملاء الإنجليز بالنزاع على ما بأيديهم تاركين الحوثي يتمدد ويتقوى نفوذه يوماً بعد يوم. إن الإمارات تعمل لإعادة حزب علي صالح لجعله الشريك الأساسي للحوثيين في أي تفاهمات قادمة، حيث لا يزال أحمد علي صالح نجل الرئيس السابق مقيماً هناك، وقد عينه حزب المؤتمر المساير للحوثيين في صنعاء؛ ليصبح نائباً للأمين العام لحزب المؤتمر؛ وذلك على مرأى ومسمع #الحوثيين، بل بإيعاز منهم. وهذا يكشف عن تفاهمات كانت ولا زالت سارية المفعول بين الحوثيين وحزب المؤتمر في #صنعاء، ربما ترعاها الإمارات وتحاول تحقيق هذا السيناريو لولا أن حكومة هادي المرتهنة للسعودية تقف حجر عثرة في طريقها، لأنها ترى أن ذلك إنما هو إفشال لمهمتها وإسقاط لشرعية الحرب التي تخوضها في اليمن باسم عاصفة الحزم واستعادة الشرعية، وهو ما تعلنه ظاهراً، مع أن الواقع هو أن السعودية إنما تسعى لتحقيق مصالح أمريكا بإشراك الحوثيين في حكم اليمن كما أن الإمارات تعمل لتحقيق مصالح بريطانيا، فيما تظهر مسايرة أمريكا في الظاهر خوفاً من بطشها، مما يعني أن #الصراع الأنجلو أمريكي مستمر في اليمن وعلى حساب دماء أهله وحياتهم وكرامتهم وثرواتهم ما لم يعودوا إلى رشدهم، وذلك بتحكيم شرع الله والعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
