تغيرت الموازين وتبدلت المقاييس وتم التلاعب حتى بالمفردات والمصطلحات وأصبحت معايير الوطنية ومعاني الشرعية والجمهورية تُصدر من غرف العمليات بحسب توجهات فُرق الصراع والضلال وأعداء الجمهورية والنظام. احزاب وجماعات مكونات وفئات تسابقت في التملك بالوطن وبالادعاء بالأحقية في شرح هذه المفردات والمصطلحات وهذه الفئات التي تدعي الكمال في الوطنية هي من فرطت بالوطن وسيادته وأمنه واستقراره وهي من جعلت الوطن مسرحاً لصراع القوات الأجنبية الخليجية والإيرانية. وهذه المكونات التي تدعي التمسك بالشرعية وبالحفاظ على الجمهورية هي من انقلب على الشرعية والجمهورية والديمقراطية وهي من مارس الحكم بالطرق الملكية و الدكتاتورية والاستبدادية وهي من عبث وأساء لمسمى ومعاني الشرعية. إن معايير الوطنية والشرعية والجمهورية هي معايير عامة لا تخضع للمصالح والأهواء والتفسيرات الشخصية والحزبية والمناطقية وإذا كانت هذه الأحزاب والجماعات والمكونات حريصة على الوطن وشرعيته ونظامه الجمهوري فاننا نقول لقيادتها تعالو لنتفق على معايير الوطنية والشرعية والجمهورية اولاً ثم نبدا التطبيق بالاتفاق على حب الوطن والولاء والإخلاص له بعد الله والتحالف على حمايته وحماية منجزاته ومكتسباته وعلى الإستعداد للتضحية والفداء من اجلة. تعالو نتعاهد على أن يتخلى الجميع عن التملك بالشرعية والتفرد بها وبأن يحترم الجميع النظام والقانون والدستور . وتعالوا لتعلنو للجميع عن تخليكم عن الأنظمة الملكية و الدكتاتورية والاستبدادية المغلفة بالأغطية الديمقراطية التي مارسوها طيلة السنوات السابقة. اثبتوا للجميع حسن نوياكم وقولو للجميع بأنكم قد تنازلتم عن صكوك الملكية الأحادية بالوطن ونظامه وشرعيته وأعلنوا للجميع بأنكم قد أصبحتم تعتبرون الوطن ملك الجميع وبأن السلطة حق الجميع وبأن الوظيفة حق للجميع وبأن الجميع سواسية أمام القانون. وعندما نتفق جميعاً على الثوابت الوطنية وتتخلو أنتم عن التبعية الخارجية وتتجردو عن المصالح الضيقة وتكفو أياديكم عن العبث بالوطن وأمنه واستقراره وترفعو أذاكم عن الموطن وعن ممتلكاته وتتوقفو عن تصنيف مواقف الناس بحسب مصالحكم عندها يمكن أن تتحد المواقف وتتكاتف الجهود لاستعادة الشرعية والجمهورية والديمقراطية.