احتشد مئات الآلآف من الجنوبيين في ساحة الحرية "العروض سابقا" بمدينة عدن عصر اليوم السبت تنديدا بذكرى ال 19 لإعلان الحرب على الجنوب، وتذكيرا يوم دشن فيه الرئيس السابق صالح بعد ساعتين من خطابه في 27 أبريل 1994م في ميدان السبعين بصنعاء معلنا بدء الحرب على اللواء الأول الجنوبي. وتتزامن الذكرى الأليمة كما يصفها الجنوبيين باليوم الأكثر سوداوية في حياتهم، في ظل استمرار ثورتهم الشعبية السلمية وتعدد اساليبها من الاضرابات والاعتصامات والمسيرات الراجلة وصولا إلى الميلونيات والعصيان المدني الذي لفت انظار وسائل الاعلام ودوائر مراكز القرار الدولي وفي ظل مؤتمر الحوار اليمني، والذي تحاول اطراف سياسية وقبلية بصنعاء من خلاله الإلتفاف على إرادة شعب الجنوب المطالب بتقرير المصير.
واستمر توافد الآلآف من الجنوبيين المشاركين في الفعالية الاحتجاجية منذ صباح أمس من مختلف محافظات ومناطق الجنوب إحياء ب "يوم الغضب"، والذي بدأت انطلاقها أمس عقب صلاة الجمعة "جمعة - الخلاص من الاحتلال" صوب ساحة الحرية بخورمكسر حمل المشاركون اعلام دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) قبل الوحدة ورايات سوداء رمزا بيوم الغضب وكذا رافعين صور الشهداء الذين سقطوا اثناء بدء الاحتجاجات في العام 2007م ولافتات كتبت باللغة الانجليزية تذكيرا إلى حرب 1994م بأنها انهت وحدتهم مع الشمال وان على العالم احترام ارادتهم في الاستقلال واستعادة دولتهم"، كما حيوا في الفعالية الغاضبة شهداء الثورة السلمية الجنوبية التي ما زالت دماءهم تسيل منذ 2007م ومنهم الشهداء المدنيين والعسكريين الذين سقطوا في عدن وكافة مناطق الجنوب بنيران القوات الشمالية في حرب الدفاع عن الجنوب في صيف 1994م داعين الجميع الوفاء لدمائهم والالتفاف والتوحد على الهدف الذي سقط من أجله شهدائهم.
وهذه الفعالية الغاضبة تكون هي الرسالة المليونية السادسة للحراك الجنوبي بعد فعاليات احتجاجية خمسة كبرى اقامها الجنوبيين في عدن والمكلا بحضرموت خلال أقل من عام (14اكتوبر و30نوفمبر و13 يناير التسامح والتصالح و27 و28 يناير "نحن اصحاب القرار وفي 18مارس "القرار قرارنا" تزامنا مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني). ويهدف الجنوبيين من تنظيمهم لهذه الاحتجاجات والمظاهرات إيصال رسالتهم إلى العالم بنضالهم السلمي والألتفات إلى قضيتهم الممتدة منذ حرب 1994م حيث باتوا يطالبون منذ بدء احتجاجاتهم السلمية نيل حريتهم في ما يمسونه ب "فك الارتباط" عن الشمال. وشارك في هذه التظاهرة مختلف القوى الثورية الفاعلة وأبرز قادة مكونات الحراك الجنوبية والقوى الشبابية والمجتمع المدني والقطاع النسوي الذين رووا لممثلي وسائل الاعلام تمسكهم بخيار تقرير المصير واستعادة دولتهم. والملفت في المليونيات الاخيرة مشاركة الجيل الناشئ من الجنوبيين ما كان يسمى بجيل "الوحدة" في هذه الفعالية ردا على رموز النخب السياسية في صنعاء لمراهنتهم على تمسكهم بالوحدة على انهم لا يعرفون بشيء عن الجنوب.