قد تتغير فكرتك بعد هذا المقال. عندما نقول هذا شخص إنطوائي هل تعتقد أننا نمدحه أم ندمه؟ في هذا المقال سنتعرف على الشخصية الإنطوائية بطريقة قد تغير مفهومك الخاص عن هذه التسمية، سنتكلم عن أعراضها وعلاماتها، وهل هي ظاهرة طبيعية أم مرض نفسي؟. *الإنطوائي* هو شخص يعشق الهدوء والانفراد بنفسه بعيدا عن زحمة الحياة وضجيجها ويميل للتفكير العميق والابتعاد عن الأضواء ولا يرغب في أن يكون محطا للاهتمام. ومن خلال الدراسات والبحوث التي أجرها العلماء في علم الاجتماع وعلم النفس (طبعا نحن من الذين لا يفرقون بين التخصصين) مع أنهما موضوعين يخضعان للدراسة والبحث في قالب واحد. في الستينيات من القرن الماضي عكف كثير من العلماء على محاولة فهم مايعرف بالإنطوائية ولم يجد العلماء فروقات كبيرة بين الشخص الإنطوائي والشخص الموصوف بالشخصية المحبة للضوضاء والمخالطة لجموع الناس إلا من ناحية واحدة وهي *أن كل منهم يستمد طاقته ونشاطه من بيئتين مختلفتين فالشخص الإنطوائي حيمنا يشعر بالضجر والتعب والارهاق النفسي يرغب بالإنعزال في بيئة هادئة جدا ومنها يستمد نشاطه العقلي والمعرفي بينما الشخص الأخر (المنفتح) إن أحس بالضيق والضجر والتعب والإرهاق النفسي لأبد له أن يخالط الناس في بيئة أكثر حيوية وصخب في ضل تواجد تجمعات بشرية ويستمد نشاطه من هذه البيئة فتغذيه أصوات الضحكات والكلمات وتخرجه من حالة بؤسه، فمن أنت بين الشخصيتين؟؟* مما يعني أن الشخصية الإنطوائية طبيعية وليست مرضية كما أن أغلب المفكرين والكتاب يعانون من الإنطوائية بين الحين والأخر. وهناك شخصيات تمر بمراحل من الإنطوائية ومن الإنفتاح على البيئة المحيطة. *كيف تعرف أنك إنطوائي؟* إن أردت أن تختبر نفسك فإليك الأتي: - الإنطوائي يفضل البقاء وحيدا في المنزل أغلب الأحيان بل ويعشق هذا الشيء من الوحدة والإنعزال ويعد هذا الشيء ضروريا لسعادته وينعكس على صحته العامة. - الإنطوائي يكره تغيير الروتين العام في عاداته الحياتية وهذه درجة من الإنطوائية قد تجعله يعاني من الإكتئاب النفسي في بعض الأحيان *(فلإنطوائية درجات رغم كونها لا تعد مرضية)* - انظر إلى وجه الشخص الإنطوائي قد تراه تعيسا ومهموما كما تعتقد إلا أنه ليس كذلك والسبب أنه لا يعبر عن سعادته كما يفعل الأشخاص المنفتحين على البيئة المحيطة من خلال الضحك بل تكفيك ابتسامة صغيرة لتعرف أنه في غاية السعادة. - الإنطوائي يعشق النشاطات الاجتماعية ولكن بأسلوبه الخاص،فقد يخرج معك في تجمعات كبيرة إلا أنها سريعا ما تستنفذ كل طاقاته وتراه يرغب في الجلوس بعيدا عن الناس ليشحذ نفسه من جديد، أو يطلب منك الإنصراف، فلا تضن أن شخصا كهذا هو متكبر أو مغرور ببساطة هذه هي شخصيته الخاصة فتقبلها. -من أهم خصائص الشخصية الإنطوائية أنها تحاول قدر الامكان تجنب النزاعات والصراعات البشرية ولا تحب جرح مشاعر الأخرين لذلك تراها تفكر في الكلام قبل إخراجه مما يعني أنها شخصية غير إرتجالية وقليلة الكلام والتداخل مع الناس. -الإنطوائي ليس له الكثير من الأصدقاء حتى علاقاته الأسرية وتداخله مع الأسرة قليل جدا ويميل لتجنب الأهل وإلى التعامل الرسمي معهم. *كيف ينظر الناس للشخص الإنطوائي؟* -استمع للشخص الإنطوائي ماذا يقول ثم أخبره أن يكتب ما قاله في ورقة تجد ما كتبه أكثر روعة ووضوحا مما سمعته منه فهذه الشخصيات تميل للكتابة أكثر من الكلام لذلك ينظر الناس لها بهيبة واحترام شديدين. -الشخص الإنطوائي محل للأنظار وغالبا ما يقوم الناس بالبحث عن حلول لمشاكلهم والبوح بها لشخص إنطوائي اعتقادا منهم أنه أكثر ذكاء وحكنة وهذا ليس شرطا فقد يكون ويكون. -يعتقد الناس أن الشخصية الإنطوائية الهادئة وقليلة الثرثرة شخصية حيية ومؤدبة جدا إلا أن الإنطوائي قد يكون مرعبا وفي غاية الخبث والمكر فشخصيته تجعله أكثر قدرة على خداع الناس، ومن حقك أن تخاف وترتعب مما قد يفعله شخص إنطوائي بك إن قمت بأذيته فهدوئه يخفي لك الكثير من المتاعب. -ينظر الناس للشخص الإنطوائي كأنه غريب أطوار وأنه غير شجاع وأنه لا بد من مساعدته وهو فعلا لا يحتاج لمساعدتهم، فقط اتركه وشأنه. *الانطوائية ليست مرضاً بل هي طبيعة بشرية لدى البعض الأنطوائي لا يحب التفاعل البشري حاول فهم شخصيته وهنا تكمن أهمية دراسة العلوم النفسية والاجتماعية فبعد دراستها تصبح أكثر قدرة على استعياب من حولك من الناس ويستغرب الكثير من قوتك ومقدار صبرك وتحملك للضربات التي تسقط أعتى الخصام*