قال شهود إن متمردين من منطقة دارفور هاجموا مدينة وسط السودان، اليوم السبت، ونقلوا معركتهم إلى مسافة أقرب إلى العاصمة الخرطوم. وهذا الهجوم هو الأكبر لتحالف من المتمردين يسعى إلى الإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير. وكان القتال قد انحصر لفترة طويلة في الأقاليم النائية في ولايات دارفور الثلاث وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق على الحدود مع جنوب السودان.
وقالت حركة العدل والمساواة، التي شنت هجوماً لم يسبق له مثيل على الخرطوم في عام 2008، إنها ومقاتلين آخرين هاجموا أم روابة في ولاية شمال كردفان المجاورة التي تبعد نحو 500 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة. ولم تذكر الحركة إن كانت تعتزم التقدم في هجومها.
وصرح الجيش السوداني لوسائل الإعلام الحكومية بأنه لا يزال يقاتل متمردين داخل ثاني أكبر مدينة بالولاية، واتهم المسلحين بتدمير محطة كهرباء ومحطات بنزين وبرج للاتصالات.
وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد لوكالة السودان للأنباء "إن المعارك لا تزال مستمرة".
وأفاد المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، جبريل آدم، إن قوات الحركة تسيطر على أجزاء في ولاية شمال كردفان وأم روابة، مضيفاً أن الهدف من هذا الهجوم هو إضعاف الحكومة كي تدرك أن الخطة الاستراتيجية للحركة هي الإطاحة بالنظام.
وأوضح والي شمال كردفان، معتصم ميرغني زاكي الدين لمركز الإعلام السوداني المقرب من الحكومة السودانية، إن الحكومة أعادت فتح الطريق بين الخرطوم والأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الذي انقطع بسبب القتال. وأضاف: المتمردون فروا جنوباً وأنهم لم يتمكنوا من البقاء في أم روابة.
ومن الصعب التحقق من الأحداث خارج الخرطوم مع ما تفرضه السلطات السودانية من قيود على التحرك في المناطق النائية. وتبعد أم روابة مسافة ساعتين عن كوستي، أكبر ميناء على نهر النيل في السودان.
وتقدمت قوات حركة العدل والمساواة عبر مئات الأميال من الصحراء لمهاجمة منطقة أم درمان في مايو/أيار 2008، وتم وقف زحفها قبل مسافة قصيرة من قصر الرئاسة ومقر قيادة الجيش.
وكانت الحركة واحدة من جماعتين متمردتين رئيسيتين حملتا السلاح ضد الحكومة السودانية في عام 2003 للمطالبة بتمثيل أفضل لمنطقة دارفور النائية واتهمت الخرطوم بإهمال تطويرها.
وحشدت الخرطوم ميليشيات لسحق الانتفاضة، مما أدى إلى إطلاق حملة وصفتها واشنطن وناشطون بأنها إبادة جماعية. ونفت حكومة السودان الاتهام، واتهمت وسائل الإعلام الغربية بالمبالغة في الصراع.