أُقيم مساء امس الأربعاء حفلًا تكريميًا للمُعلِم الأول بمديرية دار سعد بمحافظة عدن عبد الله هبه، تخللته مشاعر الفرح الممزوجة بالدموع من قبل طلبته الذين شغلتهم الحياة الدُنيا عن التواصل مع معلمهم وزملاء (المعلامة/ الكُتاب). وفي الحفل الذي بدأ بآيٍ من الذكر الحكيم القى أحد طلبته ومستشار وزير العدل القاضي عياش الصغير كلمة عبر فيها عن اعترافه بفضل _وامثاله كُثر_ الله ثم المعلم الهبه عليه فيما وصل إليه من مستوى تعليمي. وقال القاضي _وهو يذرف الدمع_ انها لفتة كريمة لرجل افنى حياته في تعليمنا وتعليم أولادنا، وتربيتنا التربية الإسلامية الحقة. من جانبه القى صاحب فكرة التكريم ومنفذها الدكتور أديب الشاطري كلمة أشار فيها إلى انه بذر بذرة في الأرض (حملة تكريم مُعلِم)، وتمنى أن يرعاها الكل بتكريم ممن يستحقون التكريم. وشكر الحضور جميعًا لتواجدهم؛ الذي كان سببًا رئيسًا في نجاح الفعالية، وهذا ليس بغريب على أبناء دار سعد الذين تجدهم في وقت الملمات، معتذرًا عن اي تقصير. كما القيت في الحفل عدد من الكلمات التي عبرت عن فيض المشاعر الصادقة تجاه معلمهم الذي أحسوا بأن الاحتفائية هي جزء من رد الدين له، وإن جاءت متأخرة فهي خير من ألا تأتي. شهد الحفل كذلك تكريم التربوي القدير محمد علي البعيصي، والتربوية القديرة حميدة البطل بشهادات تقديرية ومبلغ مالي، كما قدم عدد من الطلبة دعمًا ماليًا لل(الهبه) تقدمهم الشيخ رئيس جمعية الفلاح مختار الوصابي، حامد الشاطري مدير عام الإعفاءات بجمارك المنطقة الحرة بعدن، ورجل البر والخير عبد الله يحيى. حضر الحفل بحضور عدد كبير من طلبته الذين تلقوا على يديه تعاليم ديننا الحنيف والقراءة والكتابة منذُ سبعينيات القرن الماضي، والأخوة م. عبد العزيز النامس نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بدار سعد، زيد الشامي رئيس لجنة الشئون الاجتماعية في المجلس المحلي بالمديرية، ممثل عن مدير عام المديرية، الداعية الشيخ احمد الخضر، وممثلين عن جهات رسمية وحزبية واجتماعية. بالاضافة إلى عدد كبير من الشخصيات التربوية والاجتماعية. فواصل من الحفل: _شوهدت علامة السرور والبهجة وهي تعلو محيا المُعلِم التسعيني (الهبه)، وظل يردد للجميع "جزاكم الله خيرًا..جزاكم الله خيرًا"، كذلك ظهرت الابتسامة والفرحة على وجه الأستاذ البعيصي. _ المربية حميدة البطل لم تحضر لظروف خاصة بها فأرسلت من ينوب عنها. _ مقدم الحفل وأحد طلبة (الهبه) العميد خالد قائد أنصف معلمه اثناء التقديم. _ لم تُقدم أي جهة دعمًا ماليًا لصاحب الفكرة. _ نجحت الاحتفائية بجهود ذاتية وحضور أبناء دار سعد الذين عرفوه عن قُرب، وتفاعلهم الإيجابي معها. _شكرًا لمدير تربية دار سعد الأخ محمد قائد المحلوي، ومدير مدرسة عمر بن الخطاب الأخ خالد مقبل على تخصيصهما مساحة المدرسة لإقامة الاحتفائية فيها، ولرجال الأمن بشرطة دار سعد ممثلة بالنائب عايد مجمل لحفاظهم على السْكينة. _اعتذر البعض من طلبته عن حضور ولسان حالهم يقول نعتذر (في الحلق غصة). _ بعد اكثر من 40"" عامًا ها هُم طُلاب الهبه يجتمعون مرة أخرى. _ البعض ذرف الدموع، عندما شاهدوا هذا الوفاء لمعلمهم في زمن الجحود والنكران كما اسموه. _ الكثير تمنى ان تتكرر مثل هذه اللفتات الطيبة لكل من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن. _ دار سعد تحقق سبقًا في تكريم معلمها الأول وهو على قيد الحياة. _ هكذا هُم أبناء عدن عند الشدائد في الصفوف الأمامية، وعند الواجب في المقدمة.. فشكرًا للجميع.
