أخذتُ الكُتب و الملازم وهممتُ بالمذاكرة وضعتهم على الطاولة المجاورة للنافذة ثم ذهبتُ الإعداد كوب من شاي ،وفجأة أشتدة الرياح ، تبعثرت اوراقي ، وأصوات الرعد يملئُ المكان ، أسرعت في إغلاق النوافذ ثم رجعت أجمع ما بعثرته الرياح. هدأت الرياح وكذلك أصوات الرعد ثم ذهبت إلى شرافة غرفتي المطله على الشارع جعلتُ أحدق إلى السماء وأتفكر في صنع الله ، وفي حين غفلة تهطل قطرات المطر بغزارة ، فاتجهت مسرعًا الى غرفتي وأوصدت باب الشرافة ، عدتُ لاذاكر بعض الدروس ، وضليت على هذه الحال ما يقارب النصف ساعة والمطر ما يزال مستمرًا. مللتُ المذاكرة ورميت بالكُتب من يدي ، ولم أعد أسمع قطرات المطر الساقطة على منزل جارنا المكون من " الزنج وبعضٍ من الخشب " وفجأة إذ بي أسمع صوت تمتمه خرجتُ أنظر من شرافة غرفتي وإذا بأمراة فائقة الجمال نورها غلب إنارة الشارع ، وكان بيدها كتاب ، عرفتُ أنها هي من كانت تتمتم عندما كانت تقرأ ، وشدني الفضول ، أرتديتُ معطفي وذهبتُ الشارع ثم جلستُ في المقعد المجاور منها ، كنت أبحث عن أي سبب للحديث معها كنت أحاول أن أنظر إليها بين الحين والآخر بينما كانت غارقة في قراءة تلك الرؤاية الشريرة وتعتلي ملامحها ضحكة عفوية على الكلام المكتوب بعد كل سطر تقرأه! وأنا غارقًا في مراقبة ملامحها بترقب وصمت وفضول كبير.! تنحنحتُ لكي أقول شيء مررتُ يدي امام وجهها علها تنتبه لانها تضع سماعة الاذن،، اغلقت الكتاب هااا ماذا عندك !؟ قلتُ هل لي بالحديث معك قليلاً - ؟! تفضل .. أسترسلتُ بالكلام وتحدثنا كثيرا واخذتُ أسالها عن تفاصيل ك عمرها ودراستها ولونها المفضل وما تحبه من الفاكهة أجابتني عمري هو خمسمئة سنة ضوئية من الكتب وادرس شيء يخص تشريح الناس في غرف العمليات ' لوني المفضل ذلك الذي يشبه قرابة الليل عندما يحل المساء ، واحب من الفاكهة ذلك الذي عندما نقطعه يبكينا. تبًا لها يبدو أنها عميقة جدًا ، لقد أبهرني ردها ، إنني الليلة أمام خصمٍ شرسٍ وتوجب عليٌ أخذ تلك المعركة ك فارسٍ لا يأبى المعارك ولا يخشى الهزائم سيفهُ القلم ، ودرعهُ الكتب ، أخذتُ نفسًا عميقًا وما إن كدتُ أنهي ذلك النفس ، إذا بها تسألني عن" عمري وعملي ولوني المفضل" أستدرتُ بوجهي اليها واقتربتُ وقلت عمري هو خمس ساعات من الآن ، اي بعد إنتهاء المطر وادرس البحث والتفسير في علم يخص سكيولوجيا المرأة ، الذي أظن ياشقية أني لن انجح به لان المراة القارئة هي اكبر كتاب غامض مثير للاكتشاف، مثلك تماما وانتِ تقراين الكتاب الان اذ كنت تشطاطي سماً وتزدادي جمالاً بعفويتكِ التى اوقعت قلبي .. ولوني المفضل هو الذي يشبه لون القمر الذي غزا غرقتي الليلة كبياض وجهكِ و اطيب فاكهة حلوة تنزل على الروح بلطف هي ضحكتكِ تلك فلا حلاوة تضاهيها عندي بعد الان ، انتابها االخجل والارتباك من كل ماقلتهُ وبضحكة شقية قالت لي : دعكَ من هذا الكلام المعسول الآن بنكهة البصل والسم المطر عاد ثانية وهو على وشك الهبوط ، فل تعود لمنزلك أيها الشقي. خيال بالتصرف_في_المقطع_الأخير