أربعون يوما مضت لوفاة الهرم الوطني و الطبي الاستاذ الدكتور أحمد عبده أحمد البركاني كم كان مؤلما لي و لمن عرفه لرحيله المبكر و المفاجئ و السريع لكن الحدث و المصاب كان أكبر من قدرتنا الانسانيه على التحمل . لم يكن في خلدي و لا تفكيري من أنني سآتي على هذه اللحظه الأليمه و المفجعه التي أعلنت وفاة أخي د. احمد البركاني ذلك الإنسان الخلوق المتمتع بحصافة و دماثة الخلق الرفيع المنبثق من اسره وطنيه عريقه قدمت للوطن الكثير منذ نشأتها . إن فقدانه كان كارثة إجتماعية و إنسانية كبيرة بل أصبح فقدانه كارثه وطنيه كونه يمثل أحد أبرز الأطباء في البلد . إن وفاة هامه مثلت الطُهر والوطنيه شئ محزن و مشاعر الحزن الإنساني تكون أكبر و أعمق عندما يكون المصاب بمثل مكانة و شخصية د. احمد البركاني . لقد تميز الفقيد د. احمد البركاني بميزات عديده نادرة الوجود أن تكون معا في شخص واحد ، و من هذه الميزات /- الوفاء .. للاخ و الصديق و المريض دون تمييز . الشجاعة . . الفعلية لا الصوتية و الطبيعية لا المصطنعه لقد كانت هذه الصفه جزء من سلوكه كأنها ولدت لديه بشكل وراثي وربما كانت هي كذلك فهو نبته طيبه لأسره شجاعه . الصراحه . . في الرأي والمناقشة وربما هذه الصفة أحد الأسباب التي جلبت للمرحوم المتاعب . خدمة الناس .. فهو يحب خدمة الناس سواء كانت هذه الخدمه مرتبطه بعمله كطبيب أو غير مرتبطه بتخصصه ويستطيع تقديمها وبالمجان حتى أنه يصرف الادويه من صيدليته بالمجان للناس الفقراء ، كان بهذا العمل الانساني يخدم مجتمعه ويخدم علمه وتخصصه ، ولم يحول مهنته كطبيب إلى مهنة كسب بطرق تجارية رخيصة . لقد رحل الفقيد و ترجل الفارس المغوار من على صهوة الحياة في وقت صعب وعصيب وظروف صعبه كنا فيها أحوج ما نكون إليه وإلى أمثاله في أمس الحاجه إلى مواصلة عطائه المعطاء وبذل جهوده وله مواقف إنسانية مشهود لها في مختلف المجالات الانسانية والاجتماعية. لقد كان الفقيد رمزا للبساطة والتواضع وحب الآخرين ، مقداما وشجاعا ومدافعا عن مهنته الانسانية وعدم السماح لأي فرد كائنا من كان أن يمسها بسوء ، كان الفقيد رمزا العطف والرحمة وإنسان أكثر من الانسانية نفسها . لم يتردد فقيد الانسانية يوما في الخروج من بيته منتصف الليل أو بعده إستجابة لإستغاثة مريض في المستشفى أو في بيته مع ثباته الرافض لأي تفكير بالكسب المادي وغالبا ما تجعله حالة المريض ومستوى معيشته يرفض إستلام أي مقابل . حقا لقد استعجلت الرحيل و رحلت في غير اوانك ولكن كتاب الأجل قد مضى ولا اعتراض على مشيئة الخالق فأن فقدنا فيه الاخ و الصديق فقد فقدنا فيه أشد ما فقدنا الانسانية الحقّه الرائعة والصادقة ، وأشد ما فقدنا فيه الرجوله ألحقه والفروسية النادرة . إن أي وصف مهما كان لن يوفيك حقك ولهذا اكتفي بهذه السطور المتواضعة وادعو الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ولنا ويتوب عنه وعنا ويعوضه عن دنيانا بدنيا الفردوس الاعلى ويلهمنا وأهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون .