تقرير: إياس محمد علوان أقامت ثانوية عدن النموذجية للبنات بمديرية المنصورة محافظة عدن صباح الخميس معرضا لأنشطة الطالبات وحفلا تكريميا وفنيا بمناسبة اليوم المدرسي. بدأ الحفل التكريمي والفني بعد مشاهدة إبداعات الطالبات المختلفة في المعرض من الضيوف المسئولين في التربية والمديرية وأسر الطالبات والحضور الآخرين. افتتح الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة القرآن، ثم الكلمة الترحيبية من طالبات الثانوية باللغات (العربية والإنجليزية والفرنسية)، قبل أن تلقي عميدة الثانوية الأستاذة نادرة مهيوب سلطان كلمة، رحبت فيها بالضيوف، وأشادت بجهد الطالبات في الإعداد لهذا اليوم، وأبدت فخرها واعتزازها بهن.. وشكرت في كلمتها كل من ساهم وشارك في حفل اليوم المدرسي. حضر الحفل الأخوة سالم مغلس مدير مكتب التربية بعدن وحسين بافخسوس رئيس شعبة التعليم العام بالمكتب وعثمان كاكو رئيس اتحاد نقابات العمال بالمحافظة وأمين عام المجلس المحلي بمديرية المنصورة وعوض نبهان مدير إدارة التربية بالمديرية، والأخ أبو علي مصطفى ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينبعدن، ومدير المدارس التركية الدولية بالمحافظة، ومدير معهد هارفرد بالمنصورة، وعدد من الشخصيات الاجتماعية وأولياء الأمور وأسر الطالبات. فقرات الحفل تنوعت بين العروض المسرحية المبدعة والأناشيد الجماعية الرائعة والغناء الفردي الممتع إلى إلقاء الشعر والمقالات وكذا فقرة الرسم بالرمل وحصة الفكاهة وغير ذلك من الأعمال التي جسدت إمكانيات الفتيات الكبيرة وعكست جهدهن الخلاق، وصاحب تلك الفقرات عرض بالجهاز العارض بنوع من التناغم أضفى على أجواء الحفل بعدا تناسقيا موحيا، بالإضافة إلى البعد الإنساني الاجتماعي الذي بدا من خلال الطبق الخيري الذي نفذته طالبات مبادرة (أنا إنسان) في الثانوية. خلال تلك الفقرات (المحطات) تم تكريم عدد من الطالبات الخريجات اللاتي نلن المراكز المتقدمة على مستوى المحافظة والجمهورية، كما هو دأب الثانوية كل عام، فلم تكد قائمة العشرة الأوائل في الجهورية تخلو عاما من ثانوية عدن النموذجية للبنات، وقامت إدارة الثانوية بمشاركة كبار الضيوف بتسليم الطالبات الشهادات التقديرية. الحفل، في فقراته المتنوعة التي أدهشت الحضور جميعا، قريب (في الشكل) من كل الاحتفالات التي تقام في هذا المجال (بالنسبة للشخص العادي)، لكنه كان فريدا من حيث الأثر العظيم الذي غرسه في نفوس الحاضرين.. لكأنني كنت معزولا في جزيرة بعيدة، ولأول مرة أحضر حفلا.. كان الحفل مزيجا جميلا ومؤثرا بين تكاتف جهود القائمين عليه وبراعة ونبوغ المؤديات (الطالبات)، لذا بقيت أتابع بإعجاب شديد إلى حد الذهول، وسألت نفسي: هل ما أراه أمامي هو تفوق الفن أم تفنن التفوق؟!. كثيرة هي الأقلام التي تكتب عن تكامل الشخصية أو الشخصية المتكاملة المتوازنة، لكنني لأول مرة أرى هذا التكامل جسدا حيا، ينبض بالحياة، ويشع بالأمل.. ويشتاقه المستقبل!. المدهش أكثر أن ما قدم ليس إلا (غيض من فيض)، ذلك ما أوحى به أداء المشاركات، وأن ما عرضوه هو ما سمح به زمن الحفل، ذلك الحفل الذي تمنينا أنه لا ينتهي. الجهد العظيم الخلاق مع بساطة الإمكانيات استطاع أن يكشف قدرة هذا الجيل وما الذي يحتاجه. لا أستغرب (حقيقة) من هذا الصرح التربوي (ثانوية عدن النموذجية للبنات) أن ينتج هذا العمل العظيم، لا سيما إذا علمنا أن إدارته (مديرة الثانوية تحديدا) تتمتع بسحر خاص في سلوكها ولغتها، اسمه (جبر الخواطر)، وهي تقدر كل من يعمل معها، وتستحثه ليخرج أحسن ما عنده، فكيف إذا كنت من طلابها.. إنها نادرة قادرة (بلا مبالغة) على استفزاز المواهب!.