وقف أبناء الجنوب في وجه عفاش ونظامه صفاً واحداً، من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً. احتشدوا كالقيامة، رفضاً للظم والاقصاء والشيطنة: شعارهم الحرية، وهدفهم الاستقلال. يجمعهم مطلب واحد، وقضية واحدة، ومصير مشترك. كما لو بدا الأمر، أشبه بالإحاطة والإجماع: شعب كامل، يحّمل قضية واحدة. غير أن هنالك أسباب_بارزة وخفية_عصفت بالجنوب خلال الخمس سنوات الأخيرة. أسباب يقف وراءها جنوبيين، يشبهون عفاش كثيراً. لهم ذات الصفات والعلامات، والممول. كان من شأن هذه الأسباب، أن تقطع حبل الوصل الجنوبي وتمزق اللحمة. لينفرط مزاج الشارع الجنوبي بعدها كأقراط العقد. واحدة بعد أخرى. أبين، سقطرى، فشبوة، والمهرة، ثم لنفس الهدف راحت تصرخ اليوم حضرموت. جميعهم.. كفروا بالقضية الجنوبية، وآمنوا بالوحدة. هربوا من الانفصال، وركضوا إلى اليمن الكبير! فليس هنالك شك بأن أسباب كبرى دفعتهم إلى اعتناق النقيض، اختلالات جسيمة جعلتهم يؤمنون بالكفر! وبدلاً من السعي وراء شيطنة هؤلاء، وتوزيع تهم الخيانة والبيع ضدهم. ابحثوا عن هذه الأسباب والاختلالات. بل هي واضحة تماماً.. فقط، الفتوها عنايتكم، وعالجوا مكامنها. هذا إن أردتم احتواء الموقف، قبل أن تفلت الأمور من الأيادي، وإلى الأبد. يا قيادة التياتينك، إنها دعوة لكبح محرك السفينة قبل أن ترتطم بالجليد.