شاهدت صورة الرجل الشهم أحمد عمر العبادي التي نشرتها وسائل الإعلام ضمن المفرج عنهم من مناضلي الحراك السلمي الجنوبي ، لكن لم تطول فرحتي فقد علمت أنه أعيد الى سجنه بعد أخذ الصورة مع المفرج عنهم .. قيل له ان قضيته جنائية وليست سياسية أو لها ارتباط بالحراك الجنوبي !!! قضية أحمد عمر هي قضية صحيفة الأيام – قضية المناضل الجسور المغفٍور له بإذن الله هشام باشراحيل ..فهل يعني هذا أن ما تعرضت له صحيفة الأيام ورئيس تحريرها الذي مات قهراً بعد أن تولى الرئيس السابق مسؤولية إسكات صوت هذه الصحيفة وصوت رئيس تحريرها المتهم بتثوير الشارع الجنوبي ضد الوضع المفروض على الجنوب بعد الانتصار عليه في حرب 94م .. وردت قضية الأيام وحارسها ضمن ما سميت بالنقاط العشرين للمشترك وضمن نقاط مؤتمر شعب الجنوب مقابل اشتراكه في الحوار وايضاً ضمن اطروحات مكونات الحراك السلمي الجنوبي وضمن كشوفات معتقلي الحراك الجنوبي .. التخلي عن قضية حارس الأيام هو تخلي عن قضية صحيفة الأيام وتناسي دورها في إشعال جذوة الحراك السلمي الشعبي الجنوبي . الكل يعلم ما جرى لصحيفة الأيام ، يعلمون كيف طَبخت قضية الأيام – التحقيقات ، جلسات – المحاكمات – إصدار الأحكام ..الخ ، المجموعة المهاجمة التي يقودها ضابط في الأمن تم الاكتفاء بأخذ أقوالهم يوم الحادث فقط " تحقيقات أولية – ولم يسجنوا ولم يحضروا لأي تحقيقات لاحقة ولم يحضروا جلسات المحاكمة من البداية إلى النهاية وصدرت الأحكام في غيابهم ايضاً – حتى الاعترافات الأولية وغيرها التي أشارت الى أن القتل تم بمسدس ومن الخلف لم يأخذ بها .. أي عدل هذا ؟؟؟ كل شئ في هذه القضية جرت بتوجيهات عليا والكل يعلم هذا ، والقبول اليوم بأن قضية حارس الأيام جنائية يمثل خذلان واضح لدور الأيام وللقضية الجنوبية ومساندة للطرف الآخر الذي تخلى عن موقعه في السلطة لكنه لم يتخلى عن استمرار نفوذه ..
صحيفة الأيام والقائمين عليها نذروا أنفسهم وصحيفتهم لقضية الشعب الجنوبي التي يقودها اليوم الحراك السلمي الجنوبي بكل مكوناته المؤمنة بالقضية .. وخلفاء الفقيد هشام باشراحيل رفضوا المساومة على فصل قضية الصحيفة عن قضية حارسها ، فمن يسند موقفهم ؟؟ الشعب الجنوبي ومكوناته الحراكية أم هي بحاجة إلى قبيلة تسندها ؟؟ كنا نعتقد أن اللجنة التي شكلها مؤتمر شعب الجنوب لمتابعة سجناء القضية الجنوبية سيستند موقفها على الرأي القانوني الذي يطرحه محامو الأيام وهيئة تحرير الأيام حول تصنيف هذه القضية ، بالمقارنة مع بقية قضايا المفرج عنهم ؟؟؟ بمعرفة ذلك يتضح لنا طبيعة الضغط الذي أجبر النظام على الانصياع للإفراج عن من أفرج عنه ، هل مصدره الحراك الجنوبي أم مؤتمر شعب الجنوب أم القانون أم القبيلة ؟؟..
وبهذا يتضح لنا الفرق بين نظام الأمس ونظام اليوم – بمعنى آخر أي صوت مسموع في هذه الفترة – صوت العدل والقانون أم ضغط القبيلة ومراكز النفوذ ؟؟ لله دركم يا قبائل شبوه وعقبال قبائل المراقشة وفي مقدمتها قبيلة العبادي – قبيلة أقدم سجين مظلوم من الجنوب – وهي قبيلة مشهود لرجالها بالشجاعة والإقدام وعدم السماح لإي قوة كانت أن تتطاول عليها وعلى ابناءها ، وهناك شواهد كثيرة في التاريخ على مواقف البسالة والكبرياء التي يتصف بها رجال قبيلة العبادي/ المراقشة ... ويسندها بقية رجال قبائل المراقشة الأخرى .. بفقدان عدالة الدولة يضطر الناس للاحتماء بقبائلهم .. فمن يرفع الظلم المفروض بقوّة سلطة النظام ومراكز نفوذه على أحمد عمر العبادي المرقشي ؟؟؟