أن التروي والاناه بأختيار نقطة البداية، وتكييف الظروف على مقتضى الحال والقدرة ، وترغب الفرص ،، ماهو إلا نبراس يشع من مشكاة الحكمة ، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .. اذ ان التسرع والانفعال والتهور والجدال نتاج لما تمليه العواطف تحت وطئة المثير والاستجابة الذي بدورها تخلق الإخفاق المصحوب بالحمق والغباء ، يفقد الشخص اهم مقومات القيادة.. لذا فإن (الميسري) خاض التجربة بعقيدة التحرير اولا ثم بدراسة الجدوى ، وتمعن بمنهج الوطن، بنظر لا يرى إلا حضارة منذ الازل لتبقى من مفاهيم الابد.... فاشترى حينها وباع نعم اشترى وباع، اشترى قلوب الاحرار وثقة الرجال واستحق حينها مقاليد القيادة حين باع الوثن بوحدة الصف واعتزاز الانتماء ، لتكسد تجارة ابو رقال وابن العلقمي، فحينها يعلم الجميع ان ابناء اليمن تغذوا في بطون امهاتهم بوحام البراكين .. تناسينا هذه المعاني بل وغمرتها احداث الخنوع حتى بعثتها مواقف ( الميسري) من جديد لهذا اثبت لنا الميسري بيقين جازم ان الضعف ليس عجزا وان وقوف الرجل أمام الظيم يجعله امه.. والاناه وطول الوقت عدة بل اثبت ان عامل الزمان والمكان اصل من اصول التحرير لهذا شاهدنا ثمرة سياسة وحكمة هذا الرجل تطلي معالم الواقع بطلاء مشرق ولم تعد لعتمة التلبيس والتضليل الا الوضوح لترى كل الشرائح الرشد من الغي . فكذب من قال الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، فإن صدقت هذه المقولة لما بقيت رايات التحرير والكرامة مرفوعة بمعصم الميسري ومن على شاكلته. فما اطفى الليل اضواء النهار .