بدأت بعض الأصوات النائمة في الخارج تحاول النيل من فخامة الأخ الرئيس، وما علموا أن فخامته قد وصل ليله بنهاره، ليخرج هذا الوطن مما هو فيه، وظن أولئك أنهم بكلامهم هذا سينالون من فخامته، وما علموا أن الجبال لا يؤثر فيها قرن وعل شائب. كناطح صخرة يوماً ليوهنها، ولم يضرها وأوهى قرنه الوعل، فيا ناطح الجبل العالي ليكلمه، أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل، فوالله إنني مشفق عليكم من هذا الحقد على هادي، وأخشى أن يقضي عليكم حقدكم هذا، فمساكين أولئك الذين ظنوا ما تمر به البلاد من فوضى، وتمرد وليد هذه المرحلة، مساكين هم، ألم يعلموا أن ما تمر به البلاد هو تراكمات مراحل سابقة؟ وأن فخامة الرئيس هادي جاء لإنقاذ ما يمكن إنقاده من بين أيدي من يحاولون أن يجعلوا الوطن إقطاعية سلالية، أو قروية لهم. وذهب بعضهم بعيداً لغرض في أنفسهم، إذ طالب بعضهم فخامة الرئيس إلى تقديم استقالته، وهنا يتبادر سؤال كبير، وكبير جداً، لمن تريدون فخامته يقدم استقالته؟ أتطالبونه أن يقدم استقالته لمن هرب، وترك الوطن للمجهول؟ أتريدونه يقدم استقالته حباً في هذا الوطن الذي هربتم، وتركتموه، ونمت في فنادق الخارج الفارهة، ولم تسألوا عنه؟ بالله عليكم أصدقونا القول: هل اختلفتم مع فخامته حتى تطالبونه بتقديم استقالته؟ أيها السادة الباحثون عن رئيس لهذا الوطن، أقول لكم أن هذه المرحلة لا يستطيع قيادتها إلا رجل بمواصفات هادي، رجل مؤهل، مجرب، حكيم، صبور، شجاع، مقدام، رابط الجأش، وحليم، وهذا هو سر نجاحه في قيادة الوطن، فهل ستجدون رجلاً بمواصفات هادي؟ أظنكم لن تستطيعوا إيجاده خاصة في هذه المرحلة، فالكل قد هرب، وولى شارداً عندما حصحص الحق، ولم يلتفت أحدهم للوطن، وتركوا هادي يصارع الفوضى، والتمرد، فثبت هادي حينما هرب الذين كنا نظنهم قادة، ولكنهم للأسف قادة كرتونيون، وثبت هادي حامياً لوطنه، وحاملاً لراية وطنه، فكفوا عن الحديث عن هادي، وسياسة هادي، فلن تستطيعوا النيل منه، لأنكم مجرد أقزام مقابل العملاق هادي. اتعلمون أن هادي يصارع، ويقود وطناً وهو يحمل بداخله هموماً لا تستطيعون حتى مجرد تخيلها؟ أتعلمون أن هادي تطبب في أسبوعين، ولم يمض فترة نقاهة؟ وعاد ليقود وطناً هربتم، وتركتموه، فحمل هادي رايته، ومازال يحملها، وسيظل، فبالله عليكم كفوا ألسنتكم، وارفعوا أقلامكم عن النيل من حكيم اليمن، وتبعها هادي، ومهما فعلتم فاعلموا أن هادي لن يلقي لترهاتكم بالاً، وأظنه لا يسمع عنها، لأنه مشغول في بناء وطنه، وإخراجه مما أوقعه الهاربون فيه من فوضى، ودمار، وحرب، فسر أيها التبع اليماني، والله ناصرك.