صعدة: ضبط 5 أطنان حشيش و1.7 مليون حبة مخدرة خلال عام    (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة حول اخر التطورات 10 يوليو 2025    قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى    الهلال يدفع 25 مليون يورو لضم اللاعب هرنانديز الى صفوفه    وفاة واصابة 14 شخصا بحادث انقلاب باص في نقيل سمارة    نيابة استئناف الجزائية المتخصصة بعدن تتلف كميات كبيرة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية    تصريح المقدم سالمين باسلوم يكشف توتر العلاقة مع بن حبريش    أسبيدس تعلن انتشال 3 أفراد إضافيين من طاقم سفينة هاجمها الحوثيون    الوزير الزعوري يبحث مع المفوضية السامية بناء القدرات وتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية    مجازر مستمرة.. جيش إسرائيل يقتل 47 فلسطينيا بأنحاء غزة    الدولار يتخطى 2830 ريالاً والبنك المركزي يناقش مع البنوك إعادة هيكلة الشبكة الموحدة    - الممثل اليمني اليوتيوبر بلال العريف يتحوّل إلى عامل بناء في البلاط اقرأ السبب ؟    عشرة ملايين لتر .. مجموعة الشيباني تدشن توزيع مياه الشرب للتخفيف من حدة الأزمة بتعز    البشيري يتفقد مستوى الاداء في المركز الرقابي وفرع الهيئة بذمار    هام ورسمي .. اعلان نتيجة شهادة الثانوية الاسبوع المقبل    ميسي يسجل ثنائية رابعة تباعا مع إنتر ميامي ويحطم رقم بيليه    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على النحاس    ألونسو : ريال مدريد سيبدأ الموسم المقبل «من الصفر»    اجتماع رفيع في البرلمان البريطاني يناقش الأزمة في بلادنا وخيار استقلال الجنوب    شبوة.. استشهاد جندي وإصابة آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في المصينعة    الكثيري يطّلع على نشاط اتحاد التعاونيات الزراعية الجنوبي    الرئيس الزُبيدي يُثني على جهود السلطة المحلية بالمهرة ويشيد باليقظة العالية لقوات محور الغيظة    انتقالي الشحر بحضرموت يطّلع على سير عمل مشروع معهد أحمد النقيب للتعليم الفني    بعد اتهامها بعدم سداد 50 ألف يورو.. غادة عبد الرازق تخرج عن صمتها وتكشف حقيقة ما حدث    رئيس الوزراء يوجه بصرف مستحقات الطلاب اليمنيين المبتعثين وتصحيح قوائم الابتعاث    سان جيرمان يلقن ريال مدريد درسا ويتأهل لنهائي كأس العالم للأندية    تحذيرات أممية: أزمة الغذاء في اليمن تتفاقم وسط نقص حاد في المساعدات    خبير طقس: كتلة رطبة في طريقها إلى اليمن ستزيد من غزارة الأمطار    100 ألف طن من المعدات العسكرية الأمريكية ل"تدمير غزة" تصل إلى إسرائيل    ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة    يهودي من أبوين يهوديين.. من هو الخليفة أبو بكر البغدادي؟    الحكم على أنشيلوتي بالسجن عاما    سينر يتأهل.. وينتظر ديوكوفيتش    الهلال والنصر يتصدران دعم الأندية الخاصة    ساحل حضرموت.. ورقة الجنوب الرابحة لمجابهة مخططات تصدير الفوضى    المؤتمر ضد اعتقال شرف والحوثي والإصلاح ضد اعتقال الزايدي    بابور الاقتصاد تايراته مبنشرة    سؤال لحلف بن حبريش: أين اختفت 150 ألف لتر يوميا وقود كهرباء    عدن.. المدارس الاهلية تبدأ عملية التسجيل بدون اعلان رسمي وبرسوم مشتعلة وسط صمت الوزارة    ما فعلته الحرب بمدينة الحُديدة اليمنية .. رواية (فيلا ملاك الموت) للكاتب اليمني.. حميد عقبي.. سرد سينمائي يُعلن عن زمن الرماد    لصوص الوطن    ارتفاع حاد في رسوم التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر    نكتب .. ثم نمضي    لا حل عسكري للازمة السياسية اليمنية    اجتماع بصنعاء يناقش آليات التنسيق بين هيئتي المواصفات والأدوية    "حيا بكم يا عيال البرتقالة"    فتّش عن البلاستيك في طعامك ومنزلك.. جزيئات خفية وراء 356 ألف وفاة بأمراض القلب سنويًا    علماء يحلون لغز جمجمة "الطفل الغريب"    خبير: البشرية على وشك إنتاج دم صناعي    العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين    - وفاة عميد المخترعين اليمنيين المهندس محمد العفيفي صاحب الأوتوكيو ومخترع ال 31 ابتكارا    اكتشاف مدينة مفقودة في بيرو عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد الرافدين    الخبير المعالج الصلوي: الطب الشعبي مكملاً للطب العام ، في عدة مجالات    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القتلة الصامتون
نشر في عدن الغد يوم 07 - 09 - 2020

كثيرة هي الجرائم في عالمنا اليوم وبشكل مخيف لا يكاد يخلو منها مجتمع او شعب وهي تختلف في خطورتها بحسب إضرارها واثارها ، إذا زاد ضررها زادت خطورتها وقد تصل الى ما يسمى بالجرائم الكبرى ومن يعتدي على فرد واحد ليس كمن يعتدي على قرية ، وإيذاء قرية ليس كالاعتداء على امن واستقرار مدينة بكاملها ،وهي أشد خطورة عندما يكون المستهدف وطنا بكامله.
واليوم نرى الدول الناجحة لا تتهاون في حق من يعتدي على مصالح الوطن او ماله العام وتحاكمه بأقسى أنواع العقوبة لأنها تعي حجم الضرر الذي يلحقه بالمجتمع عاجلا أم آجلا غير أن المؤلم أن المجتمعات التي يسودها الجهل والتمزق ويسيطر عليها المرتزقة وضعاف النفوس ومحبي السلطة تنقلب فيها الموازين رأسا على عقب اذ يتحول المسؤول من حماية الوطن والحقوق إلى نهبه واتخاذه مصلحة شخصية لجمع الثروة وتأسيس طرق غير شرعية تحت مظلة القانون للتكسب له ولذريته من بعده حتى اضحى التفنن في نهب المال العام وبيع خيرات الوطن علامة واضحة للعيان تارة باسم رسوم وخدمات وتارة باسم ضرائب وجمارك وتارة بذريعة المعاملات والقائمة تطول وكل اموالها تذهب الى جيوب المتنفذين بلا رقيب ولا حسيب ، ناهيك عن سرقة الأراضي العامة واستغلال المنصب للتجارة الشخصية وبسط النفوذ على مصالح الآخرين حتى يضيق الوطن بأبنائه رغم اتساعه فالمطامع تحول أصحابها إلى مجرمين ، يقتلون بجشعهم راحة الآخرين ويدفنون معها أمن وطن جريح ولا أبالغ لو قلت بأن أول لقمة يأكلها مسؤول فاسد أو موظف حكومي بغير وجه حق فانها بمثابة رصاصة حية تقتل العشرات بل المئات من أبناء الوطن فهم من سيدفعون الثمن من راحتهم ونهضتهم وراحة ابنائهم وذويهم و لسنوات طويلة والتجارب على مر التاريخ كثيرة.
فكل نظام فاسد يتعرض للنهب من مسؤوليه فإنه يترك أبناء وطنه يموتون جوعا وتشريدا وقهرا فتسمع حينها عن جرائم قطع الطريق والقتل والاغتصاب والعنف بمختلف اشكاله وظهور عصابات اللصوص في ثياب فاخرة وتحت مسميات مختلفة اذ لا حماية لأي حق أو عرض أو دم.
وحينها يتحول المجتمع الى غابة من الوحوش التي يأكل القوي فيها الضعيف وتكثر المرتزقة وباعة الوطن بين مسؤول آمر وأتباع له وينضوي تحت عباءتهم الكثير من المتسلقين واللصوص سواء بايديهم او بافكارهم وربما باقلامهم فالهدف الذي يجمعهم واحد وفي سبيل ذلك يلبسون كل لباس ويتلونون بمختلف الالوان بين مهاجم ومدافع أو مادح وناقد أو ثائر ومهادن أو من يكون حينا مع النظام ويكون ضده في وقت آخر وبين أعينهم جميعا ثالوث الفساد ( مال وسلطة وإعلام ).
ومع تزايد الفساد يوما بعد آخر يصبح الوضع في الوطن أكثر خطورة ، فالتمزق والاستبداد والطغيان والفساد المتزايد في كل اتجاه تقتل كل ماهو جميل في بساتين الوطن وربوعه وتدفن معها قصة نجاح ونهضة كان الجميع يحلم بها ،كماهو الحال في اليمن الجريح اليوم وغيره من الدول الكثير ، كل هذا من لقمة ينهبها مسؤول فاسد تتبعها لقمة ثم تكبر حتى تصل الى مليارات الدولارات ظنا منه انها نوع من الشطارة والذكاء أو من رشوة يتقاضاها كاتب او اعلامي لتحريف الحقائق أو من بندقية قاطع طريق يحركه مسؤول متنفذ أو من تاجر مستغل لايريد غير تحقيق الارباح باسرع الطرق المشروعة وغير المشروعة على حد سواء.
والمؤسف أن البعض منهم يظن أن التوبة والاستغفار قبل فوات القطار كافية لمحو ما فعل طوال سنواته من سرقات ونهب وغش وكذب ومؤامرات وهذه احدى سقطات الاخلاق التي فتحت باب الشر على مصراعيه ودفعت بهم للتمادي في النهب والسرقة والفساد ، ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن هؤلاء هم قتلة لا يمحى ذنبهم بتوبة ولا يغسل عارهم باستغفار ولو بلغ استغفارهم عنان السماء فقد ظلمت نفوس وأوذيت وارهقها العناء والتشريد والجوع والعراء وربما ادماها الظلم حتى خرت صريعة في غياهب السجون والمنفى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) لذلك فهم عمر رضي الله عنه أن الله قد يسأله عن البغلة لو عثرت بالعراق لماذا لم يمهد لها الطريق وهو نفس السبب الذي جعله يوجع ظهر أبن عمرو بن العاص عندما ضرب القبطي ظلما بغير حق وقال قولته الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
وهو ما دفع كوريا الجنوبية إلى أعدام رئيسها الأسبق شون دوهوان عام 96م ، ودفع الفلبين إلى حبس استرادا حبسا مؤبدا بتهمة الفساد والرشوة ، وإعدام تشاوشيسكو في رومانيا في غمرة احتفالاتهم بأعياد الميلاد رميا بالرصاص عام 89م وكذلك الحال مع رئيس ليبيريا السابق تايلور الذي حكم عليه بالسجن 50 عاما لفساده والامثلة تطول إذ أن الشعوب اليقظة لا تتهاون في معاقبة من يتلاعب بمصيرها وحياتها ولو كان في يوم من الايام رئيس للبلاد بأكملها.
إن الذين ينهبون الشعوب ويبيعون ذممهم ويسرقون الوطن ويستغلون مناصبهم ومن يسير على شاكلتهم وأعوانهم على ذلك الظلم جميعا هم في الحقيقة مجرمون بل يفوقون بجرائمهم كل انواع الاجرام الاخرى فالجائع والمريض والمتشرد هم ضحاياهم وكذلك الطفل المحروم والمرأة الضعيفة ، والشيخ المسن المتعب ، ورب الاسرة الذي ارهقته الصعاب ، والشباب الضائع ،وأصحاب الحقوق المنهوبة ، وأصحاب المواهب ، والتراب الغالي للوطن وكل غال فيه ونفيس هم في الحقيقة ضحايا هذا الاجرام ، وتطول القائمة في ضحايا هؤلاء المجرمين القتلة … فهل علمتم من هم القتلة الصامتون ؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.