وزير النقل يزف بشرى بشأن انجاز طريق هام يربط مأرب    صدور قرار بنقل عدد من القضاة .. اسماء    زوجة طبيب معتقل في صنعاء تكتب مناشدة بوجع القلب للافراج عن زوجها    إسرائيل تطالب واشنطن باستئناف الضربات ضد الحوثيين في اليمن    إسرائيل تطالب واشنطن باستئناف الضربات ضد الحوثيين في اليمن    آلام الظهر أزمة عصرية شائعة.. متى تحتاج للطبيب؟    الحكاية من البداية غلط ..؟!    إنقاذ ناجين من السفينة "إترنيتي سي" واستمرار البحث عن مفقودين في البحر الأحمر    صنعاء.. تحديد موعد إعلان نتائج الثانوية العامة    صنعاء.. تحديد موعد إعلان نتائج الثانوية العامة    لماذا تتجدد أزمات اليمن وتتعاظم مع كل الاجيال؟!    الهلال يدفع 25 مليون يورو لضم اللاعب هرنانديز الى صفوفه    صعدة: ضبط 5 أطنان حشيش و1.7 مليون حبة مخدرة خلال عام    (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة حول اخر التطورات 10 يوليو 2025    قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى    تصريح المقدم سالمين باسلوم يكشف توتر العلاقة مع بن حبريش    نيابة استئناف الجزائية المتخصصة بعدن تتلف كميات كبيرة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية    الدولار يتخطى 2830 ريالاً والبنك المركزي يناقش مع البنوك إعادة هيكلة الشبكة الموحدة    - الممثل اليمني اليوتيوبر بلال العريف يتحوّل إلى عامل بناء في البلاط اقرأ السبب ؟    عشرة ملايين لتر .. مجموعة الشيباني تدشن توزيع مياه الشرب للتخفيف من حدة الأزمة بتعز    هام ورسمي .. اعلان نتيجة شهادة الثانوية الاسبوع المقبل    ميسي يسجل ثنائية رابعة تباعا مع إنتر ميامي ويحطم رقم بيليه    البشيري يتفقد مستوى الاداء في المركز الرقابي وفرع الهيئة بذمار    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على النحاس    ألونسو : ريال مدريد سيبدأ الموسم المقبل «من الصفر»    شبوة.. استشهاد جندي وإصابة آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في المصينعة    الرئيس الزُبيدي يُثني على جهود السلطة المحلية بالمهرة ويشيد باليقظة العالية لقوات محور الغيظة    الكثيري يطّلع على نشاط اتحاد التعاونيات الزراعية الجنوبي    انتقالي الشحر بحضرموت يطّلع على سير عمل مشروع معهد أحمد النقيب للتعليم الفني    بعد اتهامها بعدم سداد 50 ألف يورو.. غادة عبد الرازق تخرج عن صمتها وتكشف حقيقة ما حدث    رئيس الوزراء يوجه بصرف مستحقات الطلاب اليمنيين المبتعثين وتصحيح قوائم الابتعاث    سان جيرمان يلقن ريال مدريد درسا ويتأهل لنهائي كأس العالم للأندية    صاروخ حوثي يهز سماء إسرائيل ودوي صفارات الانذار    تحذيرات أممية: أزمة الغذاء في اليمن تتفاقم وسط نقص حاد في المساعدات    ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة    100 ألف طن من المعدات العسكرية الأمريكية ل"تدمير غزة" تصل إلى إسرائيل    يهودي من أبوين يهوديين.. من هو الخليفة أبو بكر البغدادي؟    سينر يتأهل.. وينتظر ديوكوفيتش    الهلال والنصر يتصدران دعم الأندية الخاصة    الحكم على أنشيلوتي بالسجن عاما    سؤال لحلف بن حبريش: أين اختفت 150 ألف لتر يوميا وقود كهرباء    ساحل حضرموت.. ورقة الجنوب الرابحة لمجابهة مخططات تصدير الفوضى    بابور الاقتصاد تايراته مبنشرة    عدن.. المدارس الاهلية تبدأ عملية التسجيل بدون اعلان رسمي وبرسوم مشتعلة وسط صمت الوزارة    ما فعلته الحرب بمدينة الحُديدة اليمنية .. رواية (فيلا ملاك الموت) للكاتب اليمني.. حميد عقبي.. سرد سينمائي يُعلن عن زمن الرماد    اجتماع بصنعاء يناقش آليات التنسيق بين هيئتي المواصفات والأدوية    "حيا بكم يا عيال البرتقالة"    فتّش عن البلاستيك في طعامك ومنزلك.. جزيئات خفية وراء 356 ألف وفاة بأمراض القلب سنويًا    علماء يحلون لغز جمجمة "الطفل الغريب"    خبير: البشرية على وشك إنتاج دم صناعي    العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين    - وفاة عميد المخترعين اليمنيين المهندس محمد العفيفي صاحب الأوتوكيو ومخترع ال 31 ابتكارا    اكتشاف مدينة مفقودة في بيرو عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد الرافدين    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى
نشر في 26 سبتمبر يوم 10 - 07 - 2025

كان من الواضح أن الوجع اليمني أصبح أشد وأنكى، وضاعف من جرح مطار "بنغوريون"، ليحرك العدو الصهيوني طائراته ويقصف موانئ الحديدة في عملية إرهابية عقيمة، مطار اللد المسمى صهيونيا "بنغوريون" يدخل غرفة الإنعاش، والضربات المتتالية لا تجعل للضمادات أي تأثير لإعادته إلى حيويته السابقة، والنتتياهو يلتقي ترامب للاتفاق على جولة جديدة من الاستباحة لدول المنطقة.
في هذا الوقت ينتحر جنود العدو بسبب تأزم نفسياتهم في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، فيما يتواصل "أرَق" الصهاينة الغاصبين لأراضي الفلسطينيين، ومجلس الحكومة الصهيوني يحاول إعادة ترتيب الأوراق وفق وقْع التحديات، فتصاعد الخطر بات يشكل مفصلا يُنذر بإنهاء حالة الاستيلاء للأراضي الفلسطينية، وبالتالي إنهاء وجود الاحتلال.
تجرُّؤ الكيان الصهيوني على ارتكاب العملية الإرهابية في الحديدة، إنما أضاف مبررا آخر لإيلامه، بعد ثبوت أن الغطرسة والغرور قد بلغا به حد الانتحار، فاليمن قد حذر بأنه لن يقبل بالاستباحة، ولن يساوم في ثوابته، واليمن قد اتفقت الأوساط الصهيونية ومن واقع التجربة بأنه جاد، وإذا قال فعل، وحين يلجأ العدو وراعيته الأمريكية إلى ارتكاب حماقة ضد السيادة الوطنية اليمنية، فإنه حتما لن يعود كما كان سابقا على طول المنطقة، منتشيا بالإنجاز، وإنما عليه أن ينتظر العقاب. فاليد الإسرائيلية التي استباحت طويلا، لم يعد لها أن تبطش دون أن تلقى الرد، وهذه المرّة سيكون بقطعها، خصوصا وأنها مصدر إثارة للمشاكل، فضلا عن كون الكيان محتل.
الرد السريع يربك لقاء "ترامب" ب"نتنياهو"
أراد ترامب والنتنياهو شُرب نخْب العملية الإرهابية في الحديدة، فإذا بهم في مواجهة رد يمني سريع وعنيف، استهدف مطار اللَّدّ بصاروخٍ باليستيٍّ فَرْطِ صوتيٍّ نوعُ "فلسطين2"، وميناء أسدود بصاروخ باليستي فرطِ صوتي، ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلانَ المحتلةِ بصاروخٍ باليستي فرطِ صوتي، وكذلك استهدافُ ميناءِ أُمِّ الرشراشِ بثمانِ طائراتٍ مُسيَّرَة، والقادم وفق هذا الإيقاع اليماني المتصاعد يبدو أعظم، ويُعطي استخلاصا واحدا لدى المراقبين والمحللين بأن الكيان قد دخل فعلا مرحلة دفع الثمن، خصوصا مع توعد الرئيس مهدي المشاط للعدو بالمفاجآت، ليسقط ترامب والنتنياهو من جديد في تعقيدات حسابات المواجهة مع اليمن، إذ إن عدم ارتداع اليمنيين يعني احتمالية أكيدة بتعاظم الخطر، ليس على الكيان فقط، وإنما أيضا على أمريكا التي لا تزال ممنوعة من دخول البحر الأحمر، لاستعادة هيمنتها عليه، خصوصا بعد أن حوّل اليمن البحر الأحمر إلى مصيدة للقطع البحرية الأمريكية والأوروبية.
وفيما لا يبدو هناك أفق يمكن أن تقف عنده القوات اليمنية عن تنفيذ عملياتها في عمق العدو إلا بتنفيذ شرط إيقاف إبادة غزة، تشتد رحى عمليات "الفتح الموعود"، ولا يمكن للعملية الإرهابية الإسرائيلية الأخيرة على الموانئ، أن تغير من الأمر شيئا لصالح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وإنما تزيد من وتيرة العمليات، فجرأة العدو لا تتوافر إلا عندما ترى في الآخرين الضعف وعدم القدرة على الرد إما جُبنا أو افتقارا للقدرات.
ورأى مراقبون أن العملية الإرهابية الإسرائيلية فاجأت الكثير، لأنها جاءت عقب حملة دعائية إرهابية شديدة اللهجة من قادة الكيان، لينتهي الأمر إلى مهمة فاشلة، ألقت بعضها بحمولتها على أعيان سبق أن تم قصفها، فيما فرّت أخرى بحمولتها تحت وقع صواريخ الدفاع الجوي. في المقابل كانت المفاجأة من جانب القوات اليمنية بسرعة الرد، وتنوع الأهداف.
"ماجك" التي حاولت كسر القرار اليمني
في هذا الوقت أيضا كان من الحماقة الإيعاز إلى إحدى الشركات الملاحية المتعاونة مع الصهاينة أن تغامر بكسر قرار حظر التحرك لصالح العدو في المياه العربية، وربما أراد العدو من هذا الأمر قياس مدى تأثير ضرباته لجهة رضوخ اليمن وتوقفه عن فرض الحصار البحري على كيانه، أو قياس مدى تأثُر القدرات اليمنية بالضربات العقيمة التي أصبحت تُلحق به العار، أكثر من منحه جرعة من المعنويات، وهو الذي لا يغادر قصف الموانئ ومحطات الطاقة والأعيان المدنية، فزورقينِ مسيَّرينِ، وخمسةِ صواريخَ باليستيةٍ ومجنحة، وثلاثِ طائراتٍ مسيَّرةٍ، كانت كافية لإغراق سفينة (ماجيك سيز) وتأديب الشركة المالكة لها، ثم شمل التأديب سفينة (ETERNITY C)، لتتحدد رسالة القوات المسلحة في العمليتين، بأن قرار الحظر على الكيان قرار وطني وسيادي، ومن العبث اللعب في المنطقة التي باتت محرمة على أي دولة أو جهة تحمل العداء لدول المنطقة، أو "المتماهية مع السلوك الإجرامي الصهيوني الممارس في حق أعيان مدنية، وغضها الطرف عن كل الانتهاكات الجسيمة للكيان الصهيوني المجرم الخارقة لكل قواعد القانون الدولي، ومبادئه التي تجرم استهداف المدنيين، والأعيان المدنية، خاصة ما يتعلق بالقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والقانونين الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان".
اليمن أيضا في عمليتي الإغراق، أضاف درسا جديدا في الأخلاق للأعداء، تمثل في إعطاء القوات البحرية السفينتين الفرصة لتتخذا القرار المناسب، فنبهتهما بالنداءاتٍ والتحذيراتٍ، إلا أنَّ طاقمَي السفينتين رفضَا كلَّ تلك التحذيراتِ. ولم يأت الرد اليمني العقابي إلا في إطار عمليات الإسناد لغزة، فضلا عن كون القرار وطني وقد قضى بفرض الحصار البحري على العدو انتصارا للفلسطينيين المحاصرين من الغذاء والماء والدواء، وانتهاكه يمثل انتهاكا للسيادة، وسيُعلّمُ اليمن "العدوُّ المجرمُ أنَّ العُدوانَ على اليمنِ العظيمِ سيكلفُهُ الكثيرَ، ولن يَدفعَ اليمنيِّينَ إلَّا للمزيدِ من الصُّمودِ والثَّباتِ، والمزيدِ من العمليَّاتِ الإسناديَّةِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ. وفق القوات المسلحة اليمنية.
قلب المعادلات وفرض الصيغة اليمنية
اليمن الذي أجبر رأس الإرهاب أمريكا على تحريك خمس حاملات طائرات لمواجهة قواته المسلحة، وهو ما لم يحدث معها من قبل، وخضع نصف أسطولها البحري من السفن والحاملات للصيانة، تجاوَز حسابات التهويلات والتلويحات، ولا تُجدي معه التهديدات أو القيام بأي عمليات إرهابية ضده، أكانت أمريكية أو اسرائيلية. لذلك قبيل العملية الإرهابية، وفي إطار توزيع أدوار التصريحات، علت لدى الأعداء نبرة التهديد والوعيد، ثم ركنوا إلى أن تأثير الرسالة سيُجبر اليمنيين على الإذعان أو اللحاق بركب المتخاذلين. وهو ما نسفه صباح الاثنين الذي صنعت ضوءه الأسلحة اليمنية، وصنعت ضوضاءه أصوات انفجارات الأهداف مع اختراق الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية سماء الكيان (فلسطين المحتلة)، في طريقها إلى بنك أهدافها.
في أمريكا، ترامب يلتقي النتنياهو، والمنطقة هي محور النقاش بكل تأكيد، وربما سيعود النتن ليبدأ جولة جديدة من إغراق المنطقة في الفوضى، لكنه سيبقى دائما في مساحة ذات المربع دون أن يتجاوزه: إخفاقات تتكرر، وتزيد اليوم تعقيدا مع بروز محور المقاومة ككتلة حامية للمنطقة من التمدد الصهيوني، وصولا إلى بتره من الخارطة العربية.
يؤكد على ذلك القناعة التي باتت راسخة لدى كل الفريق الصهيوني، بما في ذلك المدعو ترامب ومجلس الدولة الأمريكية العميقة، بأن اليمن الفاعل المستمر في المحور، قد نجح في قلب المعادلات وفرض صيغته، وفي الظهور كقوة تأبى الضيم، ومستعدة لقطع دابر المستبيحين للقيم والأخلاق ولحقوق الشعوب في أوطانها.
#الملاحة البحرية
في هذا الوقت ينتحر جنود العدو بسبب تأزم نفسياتهم في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، فيما يتواصل "أرَق" الصهاينة الغاصبين لأراضي الفلسطينيين، ومجلس الحكومة الصهيوني يحاول إعادة ترتيب الأوراق وفق وقْع التحديات، فتصاعد الخطر بات يشكل مفصلا يُنذر بإنهاء حالة الاستيلاء للأراضي الفلسطينية، وبالتالي إنهاء وجود الاحتلال.
تجرُّؤ الكيان الصهيوني على ارتكاب العملية الإرهابية في الحديدة، إنما أضاف مبررا آخر لإيلامه، بعد ثبوت أن الغطرسة والغرور قد بلغا به حد الانتحار، فاليمن قد حذر بأنه لن يقبل بالاستباحة، ولن يساوم في ثوابته، واليمن قد اتفقت الأوساط الصهيونية ومن واقع التجربة بأنه جاد، وإذا قال فعل، وحين يلجأ العدو وراعيته الأمريكية إلى ارتكاب حماقة ضد السيادة الوطنية اليمنية، فإنه حتما لن يعود كما كان سابقا على طول المنطقة، منتشيا بالإنجاز، وإنما عليه أن ينتظر العقاب. فاليد الإسرائيلية التي استباحت طويلا، لم يعد لها أن تبطش دون أن تلقى الرد، وهذه المرّة سيكون بقطعها، خصوصا وأنها مصدر إثارة للمشاكل، فضلا عن كون الكيان محتل.
الرد السريع يربك لقاء "ترامب" ب"نتنياهو"
أراد ترامب والنتنياهو شُرب نخْب العملية الإرهابية في الحديدة، فإذا بهم في مواجهة رد يمني سريع وعنيف، استهدف مطار اللَّدّ بصاروخٍ باليستيٍّ فَرْطِ صوتيٍّ نوعُ "فلسطين2"، وميناء أسدود بصاروخ باليستي فرطِ صوتي، ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلانَ المحتلةِ بصاروخٍ باليستي فرطِ صوتي، وكذلك استهدافُ ميناءِ أُمِّ الرشراشِ بثمانِ طائراتٍ مُسيَّرَة، والقادم وفق هذا الإيقاع اليماني المتصاعد يبدو أعظم، ويُعطي استخلاصا واحدا لدى المراقبين والمحللين بأن الكيان قد دخل فعلا مرحلة دفع الثمن، خصوصا مع توعد الرئيس مهدي المشاط للعدو بالمفاجآت، ليسقط ترامب والنتنياهو من جديد في تعقيدات حسابات المواجهة مع اليمن، إذ إن عدم ارتداع اليمنيين يعني احتمالية أكيدة بتعاظم الخطر، ليس على الكيان فقط، وإنما أيضا على أمريكا التي لا تزال ممنوعة من دخول البحر الأحمر، لاستعادة هيمنتها عليه، خصوصا بعد أن حوّل اليمن البحر الأحمر إلى مصيدة للقطع البحرية الأمريكية والأوروبية.
وفيما لا يبدو هناك أفق يمكن أن تقف عنده القوات اليمنية عن تنفيذ عملياتها في عمق العدو إلا بتنفيذ شرط إيقاف إبادة غزة، تشتد رحى عمليات "الفتح الموعود"، ولا يمكن للعملية الإرهابية الإسرائيلية الأخيرة على الموانئ، أن تغير من الأمر شيئا لصالح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وإنما تزيد من وتيرة العمليات، فجرأة العدو لا تتوافر إلا عندما ترى في الآخرين الضعف وعدم القدرة على الرد إما جُبنا أو افتقارا للقدرات.
ورأى مراقبون أن العملية الإرهابية الإسرائيلية فاجأت الكثير، لأنها جاءت عقب حملة دعائية إرهابية شديدة اللهجة من قادة الكيان، لينتهي الأمر إلى مهمة فاشلة، ألقت بعضها بحمولتها على أعيان سبق أن تم قصفها، فيما فرّت أخرى بحمولتها تحت وقع صواريخ الدفاع الجوي. في المقابل كانت المفاجأة من جانب القوات اليمنية بسرعة الرد، وتنوع الأهداف.
"ماجك" التي حاولت كسر القرار اليمني
في هذا الوقت أيضا كان من الحماقة الإيعاز إلى إحدى الشركات الملاحية المتعاونة مع الصهاينة أن تغامر بكسر قرار حظر التحرك لصالح العدو في المياه العربية، وربما أراد العدو من هذا الأمر قياس مدى تأثير ضرباته لجهة رضوخ اليمن وتوقفه عن فرض الحصار البحري على كيانه، أو قياس مدى تأثُر القدرات اليمنية بالضربات العقيمة التي أصبحت تُلحق به العار، أكثر من منحه جرعة من المعنويات، وهو الذي لا يغادر قصف الموانئ ومحطات الطاقة والأعيان المدنية، فزورقينِ مسيَّرينِ، وخمسةِ صواريخَ باليستيةٍ ومجنحة، وثلاثِ طائراتٍ مسيَّرةٍ، كانت كافية لإغراق سفينة (ماجيك سيز) وتأديب الشركة المالكة لها، ثم شمل التأديب سفينة (ETERNITY C)، لتتحدد رسالة القوات المسلحة في العمليتين، بأن قرار الحظر على الكيان قرار وطني وسيادي، ومن العبث اللعب في المنطقة التي باتت محرمة على أي دولة أو جهة تحمل العداء لدول المنطقة، أو "المتماهية مع السلوك الإجرامي الصهيوني الممارس في حق أعيان مدنية، وغضها الطرف عن كل الانتهاكات الجسيمة للكيان الصهيوني المجرم الخارقة لكل قواعد القانون الدولي، ومبادئه التي تجرم استهداف المدنيين، والأعيان المدنية، خاصة ما يتعلق بالقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والقانونين الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان".
اليمن أيضا في عمليتي الإغراق، أضاف درسا جديدا في الأخلاق للأعداء، تمثل في إعطاء القوات البحرية السفينتين الفرصة لتتخذا القرار المناسب، فنبهتهما بالنداءاتٍ والتحذيراتٍ، إلا أنَّ طاقمَي السفينتين رفضَا كلَّ تلك التحذيراتِ. ولم يأت الرد اليمني العقابي إلا في إطار عمليات الإسناد لغزة، فضلا عن كون القرار وطني وقد قضى بفرض الحصار البحري على العدو انتصارا للفلسطينيين المحاصرين من الغذاء والماء والدواء، وانتهاكه يمثل انتهاكا للسيادة، وسيُعلّمُ اليمن "العدوُّ المجرمُ أنَّ العُدوانَ على اليمنِ العظيمِ سيكلفُهُ الكثيرَ، ولن يَدفعَ اليمنيِّينَ إلَّا للمزيدِ من الصُّمودِ والثَّباتِ، والمزيدِ من العمليَّاتِ الإسناديَّةِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ. وفق القوات المسلحة اليمنية.
قلب المعادلات وفرض الصيغة اليمنية
اليمن الذي أجبر رأس الإرهاب أمريكا على تحريك خمس حاملات طائرات لمواجهة قواته المسلحة، وهو ما لم يحدث معها من قبل، وخضع نصف أسطولها البحري من السفن والحاملات للصيانة، تجاوَز حسابات التهويلات والتلويحات، ولا تُجدي معه التهديدات أو القيام بأي عمليات إرهابية ضده، أكانت أمريكية أو اسرائيلية. لذلك قبيل العملية الإرهابية، وفي إطار توزيع أدوار التصريحات، علت لدى الأعداء نبرة التهديد والوعيد، ثم ركنوا إلى أن تأثير الرسالة سيُجبر اليمنيين على الإذعان أو اللحاق بركب المتخاذلين. وهو ما نسفه صباح الاثنين الذي صنعت ضوءه الأسلحة اليمنية، وصنعت ضوضاءه أصوات انفجارات الأهداف مع اختراق الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية سماء الكيان (فلسطين المحتلة)، في طريقها إلى بنك أهدافها.
في أمريكا، ترامب يلتقي النتنياهو، والمنطقة هي محور النقاش بكل تأكيد، وربما سيعود النتن ليبدأ جولة جديدة من إغراق المنطقة في الفوضى، لكنه سيبقى دائما في مساحة ذات المربع دون أن يتجاوزه: إخفاقات تتكرر، وتزيد اليوم تعقيدا مع بروز محور المقاومة ككتلة حامية للمنطقة من التمدد الصهيوني، وصولا إلى بتره من الخارطة العربية.
يؤكد على ذلك القناعة التي باتت راسخة لدى كل الفريق الصهيوني، بما في ذلك المدعو ترامب ومجلس الدولة الأمريكية العميقة، بأن اليمن الفاعل المستمر في المحور، قد نجح في قلب المعادلات وفرض صيغته، وفي الظهور كقوة تأبى الضيم، ومستعدة لقطع دابر المستبيحين للقيم والأخلاق ولحقوق الشعوب في أوطانها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.