تُعتبر العواصف الرملية والعواصف الرعدية من الظواهر الطبيعية الموسمية المصاحبة لموسم الرياح الجنوب غربي في مياه خليج، وعلى الرغم من أن العواصف الرملية يكون مصدر قدومها من المناطق الصحراوية، أي بعيدًا عن مفهوم الحياة البحرية، بعكس العواصف الرعدية والتي يكون مصدر قدومها من مياه بحر خليج عدن، إلا أن توقيت العواصف الرملية يجعلنا ومن الواجب في كل عام، بأن نرصد حركتها وقدومها. إن من الواجب متابعة هذه الظواهر الطبيعية في كل عام، حتى يتسنئ لنا متابعة أي متغيرات مناخية موسمية أو غير موسمية، خاصة وأن هناك حالات جوية باتت تزداد وثيرتها وتظهر بين الفينة والأخرى عام بعد عام. فعلى سبيل المثال وما يخص الظواهر الطبيعية المصاحبة لموسم الرياح الجنوب غربي، فقد شهد العام الماضي 2019م، وخلال موسم الرياح الجنوب غربي، وتحديدًا في شهر أغسطس ست عواصف رملية (الغوبة)، وكانت كلها في الأيام العشرة الأخيرة من ذلك الشهر، وكان النصيب الأكبر هو أنها تأتي في ساعات المساء ما بين الساعة الثامنة والساعة العاشرة مساءً، وامر كهذا لم نعده من قبل، وهو أن كل العواصف الرملية أتت ليلًا، وعلى غرار ما هو متعارف عليه بأنها تأتي في الساعة الرابعة أو الخامسة عصرًا، وكما شهد نفس الشهر من العام ذاته، ثلاث عواصف رعدية، وهي عواصف موسمية يطلق عليها الصيادين مصطلح (الخلفة)، وكثيرًا ما تحدثنا وعرفنا عن الخلفة وما يصاحبها من حالة جوية مفاجئة. أما في العام الجاري 2020م، لم يشهد شهر أغسطس أي عاصفة رملية في آخر عشرة أيام منه، وبخصوص العواصف الرعدية، فكما هو معروف عن شهر أغسطس بأنه يشهد أقوى العواصف الرعدية الموسمية، والتي يكون مصدر قدومها إما من الجنوب الشرقي أو الجنوب الغربي لمياه خليج عدن، ومع ذلك لم نشهد في آخر عشرة أيام أي عاصفة رعدية، فلا عواصف رملية ولا عواصف رعدية في آخر عشرة أيام من شهر أغسطس من العام الجاري. إذا فنحن أمام متغيرات مناخية موسمية حصلت بين العام الماضي والعام الجاري، وتلك المتغيرات المناخية طالت ظواهر طبيعية موسمية مصاحبة لموسم الرياح الجنوب غربي، والذي هو بذاته شهد أمور سوف نتطرق إلى ذكرها في وقت لاحق بإذن الله، فغياب تلك الظواهر الطبيعية المصاحبة لموسم الرياح الجنوب الغربي، وكذا التغيير الملحوظ في هبوب وحركة الرياح الموسمية الجنوب غربي بين العامين الماضي والجاري، يضعنا أمام سؤال مهم ووجيه،وهو.... هل بدأت الحالات الجوية التي تتشكل بين المحيط الهندي وبين بحر العرب من حالات مدارية وأعاصير في الآونة الأخيرة تؤثر على الرياح الموسمية والحياة البحرية وما يصاحبها من ظواهر طبيعية في خليج عدن؟. ولتذكير فقط... فقد شهدت آخر عشرة أيام من شهر مايو من العام الجاري خمس عواصف رملية بداية من تاريخ 20 واستمرت لغاية تاريخ 29، اي بمعدل يوم تأتي فيه العاصفة الرملية ويوم لا تأتي فبه، ومن المفارقات التي حصلت ولأول مرة في هذا الشهر، هو أن هناك عاصفة رملية أتت في ساعات الصباح، وتحديدًا بين الساعة العاشرة والحادية عشر صباحًا... فالمعروف عنه شهر مايو من كل عام بأنه يشهد عاصفة رملية واحدة فقط، تكون في آخر خمسة أيام من الشهر، وتنذر بقدوم موسم الرياح الجنوب غربي، ولكن ست أو خمس عواصف رملية وفي عشرة أيام منه فهذا الذي لم يحدث من قبل. #رشيدي_محمود إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن-إختصاصي أبحاث ودراسات إرشاد سمكي بوزارة الثروة السمكية