قرأت في أحد المواقع الاخبارية فتوى ليحيى الحوثي جاءت في سياق رسالة وجهها لشقيقه زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي و كانت بعنوان رسالة نصح وإبراء للذمة ، أفتى فيها بأن الحرب باتجاه مأرب عدوان على أهلها وعلى المشردين فيها ، الذين تحاشوا الدخول معهم في قتال في مناطقهم وآثروا السلام على الحرب وذهبوا إلى مأرب واتخذوا منها مأوى لهم. وذكرت رسالة يحيى الحوثي أن طبيعة القتال في مأرب ليست كبقية المعارك، لأن الحوثيين هم من ذهبوا للقتال وأن أهل مأرب والمشردين فيها اليوم في موقف الدفاع عن النفس، والحرب فيها عدوان يخالف الدين ونهج الإمام علي وشقيقهم حسين. وقال يحيى الحوثي في رسالة النصح إنه يخشى من عضب الله ونزع رحمته عنهم لأن الله لايحب المعتدين – كما قال - مذكرا شقيقه بقول الإمام علي (إيّاكم والبغي؛ فإنّه يعجل الصّرعة ويحلّ بالعامل به العبر)...انتهى لست مستغرباً من هذه الفتوى ، ولا متفاجئاً بها لأني أعلم أنهم لايحترمون حرمات ولا يحرمون حراماً ، وهم من أتوا للمحافظات الآمنة واقتحموها كما يحاولون الآن اقتحام مآرب ، فأرعبوا الآمنين وشردوا الناس من بيوتهم وسطوا على حقوقهم .ولم يفتي يحي الحوثي بتحريم اقتحامها وتفجير مساجدها وبيوتها وقتل من فيها، ولكنني بهذه الفتوى أدركت حجم احساس هذه المليشيا بالهزيمة ، ويأسها من دخول من مأرب ، حتى أصدر مفتيها هذه الفتوى ليستندوا عليها في تبرير هزيمتهم وانكسارهم ، خصوصاً وأنهم يروا أنهم على وشك إستنفاذ المقاتلين والعتاد ، فقد ابتلعت مأرب قوتهم واستنفذت طاقتهم مما جعلهم يفكرون بمخرج يحافظوا به على ماء وجوههم حين يعلنون الاستسلام . إن يحيى الحوثي لم يفتي بحرمة اقتحام مأرب خوفاً من الله ، ولم يعطي مأرب حق الدفاع عن نفسها من باب إحترام الحقوق ، لأنه لو كان يؤمن بالله لأفتى بحرمة الدماء وحرمة التشريد والتنكيل بالمواطنين العزل من بداية مسيرتهم الشيطانية ، خصوصاً وانه يعلم بكيفية انقلاب هذه المسيرة على الدولة الشرعية ، فصار بفضل انقلابها وزيراً للتربية والتعليم، ومفتياً سلالياً ، وصاحب أموال وعقارات نهبتها مسيرتهم من حقوق وأملاك الشعب الذي نكلت به في المحافظات والتي اقتحمتها وصادرت حقوقهم فيها . إن فتواه هذه نتجت عن إنهزامية قاتلة ، وهزيمة يتوقع حدوثها قريباً ، ستعيده وشقيقه إلى كهوف مران الذي أتوا منه فقراء مكسورين كفئران كرهت الظلمة ، فاستأسدت ولكنها لم تستطع ان تتصف بصفات الاسود لأنها في الأصل لم تكن أكثر من مجرد فئران كانت تعيش في الكهف فألفته . لقد تعبت من المكابرة وتمثيلها لدور الشجاع في الحرب وهي التي كل يوم تخسر أمام الشجاعة الحقيقية والأسود الحقيقيين الذين يعيدونها إلى حجمها الطبيعي يوماً بعد آخر ، مع كل ماتقوم به من دجل وشعوذه وكذب وتلفيق ، لرمي من تستطيع التغرير بهم إلى محارقها مع الجيش الوطني ورجال القبائل الأشاوش الذين يسطرون أنقى وانصع معاني الرجولة الحقة في الذود عن مناطقهم ، ودفاعاً عنها من ان تطئها هذه الميليشيا وتدنسها بفكرها وخبثها وسقوطها الاخلاقي. ألاف القتلى والأف الجرحى عادوا في الصناديق والطقوم الحوثية من جبهات مأرب والجوف والبيضاء خلال شهور ، فكم سيصمد الحوثي وقد استنزفت هذه الجبهات قوته وعتاده حتى اصبح يزج بقياداته ، والأفارقة والأطفال ويجيش النساء...؟