لا نقول أن الرئيسان منزهان عن الأخطاء وإن قلت ذلك فقد أخطأت فالرجلان بشر ولهما من الأخطاء والعيوب، وأبرز الأخطاء التي قاما به هي في تقديري الشخصي احتلالهما لدولتي الكويت والجنوب ورفع شعار عودة الفرع للأصل، فقد أقدم الجيش العراقي على احتلال دولة الكويت المسالمة بإيعاز من الدوائر الغربية؛ لتكون ذلك حجة لحربهم عليه، أما نحن في الجنوب فقد ذهبنا إلى الشمال طواعية ودون إكراه بعد أن وقع قادتنا في الجنوب في خطأ استراتيجي قاتل، وقذف بكل ما نملك من دولة وأرض وثروة في فك وحشي كاسر ظل ينتظر هذه الفلتة كثيرا، وكان هذين الاحتلالين مصدر شؤم للرئيسين؛ فالنظام العراقي ظل عرضة للحصار والهجوم من كل دول العالم حتى أبيد وكذلك النظام اليمني قد أخذ في التآكل والغليان منذ إعلان الجنوب ثورته السلمية مرورا بالربيع العربي الذي به سقط نظام صالح؛ لتبدأ مرحلة جديدة هي الأسوأ في تاريخ اليمن جنوبا وشمالا. أما محاسن هذين الرئيسين فإنها مميزة ففي ظل وجود الرجلين لم يكن الخطر الشيعي الإيراني بمستواه المنظور حاليا فقد كان النظام العراقي من أكثر البلدان العربية تماسكا واستقرارا ولم تترك المذهبية مجالا للتوسع والنفوذ، بل كانت كل المذاهب تمارس عبادتها بعيدا عن السلطة وتعمل من أجل العراق تحت شعار من أجل الإسلام المعتدل نعمل، كذلك كان الرئيس عادلا في حكمه واشرك جميع الطوائف بما فيها الأديان غير المسلمة في الحكم إلا أن الصورة تغيرت بعد إعدام صدام، وأصبحت الشيعة الرافضية المدعومة من إيران هي المسيطرة وتسعى جاهدة بالفتك بالسنة ومن على شاكلتها فوصف الرئيس صدام بحامي البوابة الشرقية من الخطر الإيراني لم يأت من فراغ، وقد أثبتت الأيام كم نحن بحاجة إلى هذا الرئيس الشهيد.. كما أن الحال اليمني لم يختلف كثيرا عن ما يجري في العراق، فقد تمكن الحوثي المدعوم من إيران من السيطرة شبه التامة على أرض الشمال وتسعى جاهدا بكل ما تملك في التوسع وإلحاق الأذى بالآخرين، كل ذلك جاء بعد أن أجبر الرئيس صالح على مغادرة الحكم ففي عهده لم تكن لهذه المجموعات شأنا يذكر، وكان المذهبين الإسلاميين السنة والزيدية في تعايش ووئام ولم يتوسع هذا المذهب الجارودي ويظهر إلى السطح إلا بعد تنحية صالح عن الحكم. وقد كان الرجلان يعملان من أجل رفعة العروبة والإسلام، ولأن العبرة بالخواتيم فقد كانت خاتمة الرجلين على أحسن ما يكون... ولأن مملكة الخير المحروسة بعناية الله هي من يحمل هم الإسلام والحفاظ عليه فإنها قد خسرت ذلك النظامين وما نراه من تامر على المملكة من قبل الحاقدين على الدين هذه الأيام إلا ثمرة لغياب الرئيسين صدام وصالح وهي بحاجة للوقوف معها ومؤازرتها والدعاء لها لا عليها كما نسمعه من بعض الناس الذين لا يفقهون شيئا لا في السياسة ولا في الدين. رحم الله الرئيسين وأخلف عنهما رجالا يعملون للإسلام غير موالين للكفرة والملحدين.