شاهدت اعلان كتاب (عدن.. التاريخ وعبق الماضي الجميل-زوايا من تاريخ ولاية عدن) على الفيسبوك، بصراحة تشوقت اليه خصوصا بعدما قرأت اسم مؤلفه وهو العدني الأصيل الباحث بلال غلام حسين، وحجزت نسختي قبل حتى أن أسأل بلال عن الكتاب، الثقة كانت موجودة فيما يطرحه بلال فأنا أعتبر نفسي متابع جيد لما يقدمه بلال غلام حسين على موقع عدن الغد وصحيفة الأمناء. استلمت نسختي من الكتاب لأجد الحجم المحترم والطباعة الفاخرة والتجليد الرائع، وبدأت قراءته، هنا وجدت نفسي وقد انتقلت عبر الزمن، انتقلت الى عدن التي كانت تحفة العالم، وجدت عدن قبل التدمير، وجدت عدن التي وقتها لم تكن ساحة تصفيات دموية ولا منبرا لنشر الشيوعية واستعداء دول الجوار، وجدت نفسي أمشي بجانب مدرسة شوليم اليهودية وأستمع الى أغنية هافا ناجيلا الخارجة من أحد الصفوف التي على الشارع، وأصاب بوباء الملاريا الذي أجتاح المدينة، ووقفت في المحكمة امام القاضي الشيخ زين بن علوي العيدروس، وانتظرت على الرصيف في استقبال الملكة اليزابيث أو كما كانوا يطلقون عليها حسب النطق البريطاني (اليصابات)، وكنت عضوا في الجمعية العدنية التي حاولت التصدي لتغيير هوية عدن الاسلامية العربية...رحلة مذهلة عبر الزمن أخذني اليها الكتاب الرائع (عدن..التاريخ وعبق الماضي الجميل-زوايا من تاريخ ولاية عدن).
الا أنه ووسط الروعة التي أخذني اليها الكتاب أجد نفسي وقد وقفت أمام عدة ملاحظات لابد منها والتي لا يخلوا منها أي عمل مهما كان ابداعه، وماهي الا انتقادات بغرض أن يكون العمل القادم على الوجه الأمثل، وهي على النحو الآتي: 1- أعداد الكتاب المطبوعة قليلة نسبيا (1000) كتاب فقط.
2- سعر الكتاب ليس في متناول الجميع، هو صحيح أن طبعته واخراجه فاخرين للغاية وأن سعره فيه، لكن ليس الكل ذا قدرة على شراءه، انه مثل السيارة الفاخرة التي فيها الكثير من المميزات بينما هناك من لا يريد الا سيارة بسيطة تنقله من مكان الى آخر، أجد أن الحل لمثل هذه المعضلة هي طباعة نسخ اضافية أقل جودة وأقل سعرا ليستطيع أكبر عدد ممكن من الاستفادة من هذا الكتاب، وهذا الحل ليس نتيجة ذكائي وانما قد تم تطبيقه في الولاياتالمتحدةالأمريكية مع حالات مشابهة.
3- عدم توزيع نسخ من الكتاب في الخارج ليتمكن عدنيي الشتات من الارتباط أكثر بتاريخ ارضهم التي طردوا منها ذات يوم 4- ينبغي ربط الصور القديمة الموجودة بمواقعها الحالية بدل الاشارة بشكل عام لنعرف ما الذي حدث لهذه المباني التاريخية
وفي الأخير لا يسعني الا أن أتمنى المزيد من مثل هذه الكتب التي توثق تاريخ مدينتنا الغالية وتعطي الصورة الحقيقة المشرقة لعدن أمام الجيل الجديد من أبناءها، عسى أن يتحرك فيهم المزيد من الاحساس بالمسؤولية تجاه أرضهم ويقفوا ليتصدوا للعادات الدخيلة على المدينة وتاريخها... كما أشكر الباحث بلال غلام حسين على جهوده وأسأل الله له مزيدا من التقدم والنجاح