المتتبع لمسيرة ومواقف وتقلبات الاحزاب اليمنية يرى ما يثير الاشمئزاز والاحتقار لهذه الأحزاب وقياداتها الغارقة في الانتهازية..فبعد عام 1990م وسقوط المعسكر الاشتراكي انخرطت في نظام المخلوع صالح المعروف بالفساد والنزوع لجمع المال ومن أي مصدر لا يهم وتخلت عن معتقداتها الحزبية بل ورمتها في براميل القمامة ,وأصبحت تُرى قيادات مهمة في الاشتراكي تتهافت في طوابير الامسيات والحفلات التي تقيمها السفارات الغربية في صنعاء, بعد سقوط المعسكر الاشتراكي بالطبع. وعندما راى الصحفي محمد علي العلفي رئيس تحرير ومؤسس صحيفة الرأي العام اليمنية رحمه الله أحدهم اقترب منه في الطابور وهمس له : عبثا تحاولون فالطابور طويل هنا في صنعاء من عملاء السفارات فأنتم حظكم سيء جئتم متأخرين جداً هناك طابور طويييييل من العملاء قبلكم فهناك :رؤساء وزارات ووزراء وعسكريين ومشائخ وواجهات اجتماعية , انصحكم الا تاتوا مع عائلاتكم ايضاً هكذا هي قيادات الاحزاب اليمنيه تقفزفوراً من السفينة الغارقة الى سفينة النجاة . هذه الاحزاب اليمنية بعد مايسمى بالوحدة اليمنية وسقوط المعسكر الاشتراكي تحصلت على دعم سنوي لكل حزب مسجل .وظلت شريكة في العملية السياسية حتى جاءت حرب 1994م وبعدها هرب بعضهم للخارج وبقي البعض. وبعد عودة بعضهم عاد الحزب الاشتراكي اليمني ليشارك الاحزاب اليمنية امانيها مجدداً في مايسمى بالوحدة اليمنية وضرورة الحفاظ عليها حيث بدأ التمهيد لهذه العودة القذرة الى المشاركة في الحياة السياسية اليمنية بعد ان ضحوا بالآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين بسبب هذه الحرب الإجرامية ضد الجنوب, ومهدوا لهذه العودة بشعارهم- ندين الحرب وندين الانفصال- قمة في الحقارة والانتهازية والقذارة, واستمرت جميع الاحزاب اليمنية في الانغماس في دهاليز اللعبة الانتهازية القذرة. واغدق عليهم المخلوع صالح بالمال و بتوزيع هبات من منازل وسيارات فارهة وترتيب امور حياتهم وضمان مستقبل أولادهم وقياداتهم في الوظيفة وفي التعليم في أرقى الجامعات في البلدان الغربية حتى أزفت ساعة رحيل المخلوع صالح وتأكدوا من قرب نهايته , فأوعزت إليهم سفارات الغرب بان موقعكم سيتغير وفعلاً قفزوا من سفينة المخلوع صالح الى سفينة ثورة التغيير اليمنية بعد ان تاكدوا ان قرار نهاية حكمه قد اُتخذ وبان سفينته قد اوشكت على الغرق.. وفي ماسُمي بثورة التغيير اليمنية كانوا جنباً الى جنب مع الحوثي والعسكر المنشقين من جيش المخلوع صالح في الساحات والميادين حتى خروج صالح من السلطة وبدأ الحوثيون بتغيير استراتيجيتهم ورسم مخطط للاستيلاء على السلطة تحت شعارات مُخادعه للناس يومها سُميت- برفض الجرعة- وانقسمت الأحزاب اليمنية كل بحسب جهة التمويل فخرج حزب الاصلاح والرشاد وجماعة المخلافي والعتواني ليلتحقوا بحكومة الشرعية بعد انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014م وبمعونة المخلوع صالح وجيشه تم غزو الجنوب بعد ان لجأ اليه الرئيس عبدربه منصور هادي وفيما بعد ايضاً غادر الى السعوديه والتحقت به الأحزاب المحسوبة على الشرعية ,والتي الى اليوم لم تُسجل موقفاً واحداً نزيهاً الى جانبه بل أنها تتآمر عليه كما يتآمر عليه مستشاروه المنتمين الى هذه الأحزاب الانتهازية . وعندما بدأت اللقاءات في الخارج برعاية الأممالمتحدة بين حكومة الشرعية والحوثيين كانت بعض هذه الاحزاب تأتي مع وفد الحوثي وبعضها يأتي مع حكومة الشرعية.وهكذا استمرت اللعبة المفضلة لهذه الاحزاب ,بل حتى برعوا في توزيع الأدوار في إطار الحزب الواحد بحيث ياتي جزء منه مع وفد الحوثيين والجزء الآخر مع وفد الشرعية . وفي تصريح للسفير الأمريكي كريستوفر هنزل بتاريخ 10-10-2019م في أحد لقاءاته مع ممثلي أحد الأحزاب اليمنية في سلطنة عمان قال: -بان الاحزاب اليمنية هي صمام الأمان في العملية الديمقراطية وضمان لمستقبلها- ولأن هذه الأحزاب هي ايضا من فرخ أعضاء مجلس النواب فقد قال ايضا السفير الأمريكي في لقاء له مع سلطان البركاني رئيس مجلس النواب اليمني قال : انتم ممثلو الشعب بما معناه بان الأحزاب والنواب كلهم ينتمون الى فصيلة واحدة ومضمونة في شغلها مع السفارات. هذه الاحزاب الفاسدة والفاشلة على مدى 30 عاماً لم تفلح في ان تقدم برنامجاً طموحاً ينهض بالاوضاع المعيشية والانسانية والاقتصادية والصحية والتعليمية وظل كل همها هو كيف تسير امورها وتضمن مصالح قياداتها وربما بعض المنتميين اليها.ونرى الدول الاقليمية والدول الغربية اليوم تعيد إنتاج نفس هذه الاحزاب والقيادات الفاشلة لسبب واحد وهو انها تُساير مصالح هذه البلدان على حساب سيادة وتعاسة الوطن والمواطن. هذه المنظومة هي من افرز حربين خلال 26 عاما فقط, أي حرب 1994م وحرب 2015م.وتسببت في قتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال ودمرت البنى التحتية واوجدت الملايين من الجائعين الذين لا يملكون قوت يومهم وخلقت البطالة ودمرت المنظومة الصحية فانتشرت الأوبئة الفتاكة وأخرت التعليم وشلت تماماً كل الخدمات وقطعت الرواتب ولم تبق شيئا تدب في الحياة الا وحولته الى خراب هذه هي انجازات هذه الاحزاب اليمنية. وهاهي اليوم تعجز هذه الأحزاب عن ان تُسجل موقفاً شريفاً قومياً او اسلامياً الى جانب الشعب الفلسطيني المقهور وإستنكاراً لخيانة التطبيع مع العدو الصهيوني وهي التي كانت تزايد باسم القضية الفلسطينية في برامجها السياسية وفي بياناتها على مدى عقود.. بل دسوا جميعاً رؤوسهم كالنعام ..لسبب واحدٍ وهوان هذه الأحزاب والقيادات لاتكتب ولا تصرح الا بأمر من الكفيل الذي تعيش في كنفه او بإشارة من الموجه.