لا ينكر إلا جاحد، بأن رجال الصبيحة يمثلون إحدى الركائز القبلية الاجتماعية التي كان لها قصب السبق في الدفاع عن كيان الدولة وأمنها واستقرارها، فأنت حين تتحدث عن إسهامات من لم يغب الشموخ، والكبرياء، والشجاعة، والإقدام، والبسالة من قاموسهم المليء بهكذا عنفوان، حتى صار هذا العنفوان مسلماً به عند من عاشرهم واجترح معهم مآثر ومعالم البطولة والفداء، أو لم يعاشرهم، ف الجاحد من ينكر ذلك. لا نستشهد بتضحيات رجال الصبيحة الممتدة منذ فترة طويلة مروراً بموقفهم الوطني في مجابهة ودحر المليشيات الحوثية، وإسهاماتهم في تثبيت الأمن والاستقرار في ذلك الوقت بالتعاون مع أحرار المقاومة الوطنية والرجال من أبطال القوات المسلحة والأمن، بل سنكتفي بذكر موقفين أخيرين يضافان إلى رصيدهم البطولي الناصع وفي فترة ليست بكثيرة عن كتابتي لهذا المقال، فأنا أكتب متأثراً بهذين الموقفين الذي لم يتجاوز على مضيهم سوى بضعة أيام فقط!
الموقف الأول وهو المتمثل بدور الأحزمة الأمنية ورجال القبائل في تثبيت الأمن والاستقرار والاجتماع على كلمة واحدة مفادها أن لا قوة فوق الجماعة وأن الضعف والوهن في التفرق وأنهم ماضون في تحقيق الأمن والاستقرار وإزاحة مظاهر التهريب والتقطع، وإرساء مبدأ الأخوة السمحاء بين القبائل والتي لا يشوبها أي خلاف مهما كان السبب في ذلك، كان ذلك بإجماع قبلي وقيادي ضم كل أطياف وأبطال قبائل الصبيحة، الأمر الذي أثلج صدور الجميع وعلى وجه التحديد من يعرف دور قبائل الصبيحة الإيجابي في إرساء دعائم الأمن والاستقرار، وإن شئتم نسرد لكم من وهبوا أرواحهم في سبيل ذلك بدءاً من اللواء محمود، والعميد طه علون، والعميد عمر سعيد، وانتهاءاً ب وضاح وفاروق، وشكري، والكثير الكثير من الرجال لا يسعنا المقام لذكرهم.
الموقف الثاني وهو الذي جسد فيه أبطال الصبيحة معاني الذود والدفاع عن الوطن من خلال ما يتحلون به من جهوزية عالية واستعداد تام لمواجهة أي خطر محدق يمس السلم والأمن المجتمعي، وكان ذلك في تصديهم لقوى وجماعات لاتريد للوطن خيراً حاولت التسلل والتقدم باتجاه مواقع أبطالنا المتقدمة إلا أن ذلك حال بإلقاء القبض عليهم والزج بهم في المعتقل بعد أن تم فضحهم وكشفهم للرأي العام ليشهد على روحهم العدائية والعدوانية المزمنة، التي يتحلون بها.
إن هذين الموقفين كفيلين للرفع إليهم تعظيم سلام وعزة وإباء تجاه جهودهم البطولية الفذة، لكن نجد أن هناك من يستثمر جهودهم وتضحياتهم في سبيل الوصول إلى أهدافه المرجوة من خلال الزج بهم في اتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فقط يستغل الحالة المعيشية الصعبة لدى أبنائهم ويقوم ب إغرائهم والزج بهم في حرب لا هوادة فيها.
وهنا وجب التنبيه لذلك، ف الحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها العديد من الأبطال واستطاع الآخرون النجاة منها في مؤامرة واضحة المعالم لمن أمعن وتبصر فيها، إذ أن الحادثة يشوبها العديد من التساؤلات(عملية التفاف أو ما شابه) يقوم بها العدو الحوثي في إحدى المواقع المنضوية تحت قيادة طارق صالح، والتي كان الأثر البالغ في الوسط القبلي الصبيحي أجمع.