مع بداية عام دارسي جديد تغذيه حروب و أوجاع والآم وأوبئة فتاكة لا يزال خطرها قائم حتى يومنا هذا يهدد أقوى إقتصاديات العالم المتقدم ، يضاف إلى كل ذلك الفقر والبطالة وسوء التغذية والحصار وجشع التجار ونكران الجيران. تعيش معظم الأسر اليمنية عامها الدراسي الجديد رازحة تحت خط الفقر ليس لديهم قيمة الخيوط التي يرقعون بها ملابس أولادهم البالية ناهيكم عن توفير أدنى المستلزمات المدرسية الأخرى! وبما أننا حول أشخاص يمجدون المظاهر أصبحنا " نعيش في عصر التفاهة، حيث حفل الزفاف أهم من الحب، ومراسم الدفن أهم من الميت، والمسجد أهم من الله " ولباس الطالب ومظهره وعدد الدفاتر والمستلزمات الجديدة التي يجب أن يوفرها أهم من مراعاة ظروفه المادية التي تعصف به وأهم من الإهتمام بمستواه الدراسي ومحصلته التعليمية. إن مجانية التعليم هو حق من حقوق كل طالب ذلك الحق كفلته كل الديانات السماوية ثم الدساتير الوضعية ولا يختلف على ذلك عاقلان، وبغض النظر عن الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها أبناؤنا الطلاب اليوم فالواجب على المؤسسات التعليمية تقديم التسهيلات و غض الطرف عن الملبس ونوع وحجم المستلزمات المدرسية ولا يجب عليهم أن يفرضون على أسرة الطلاب أشياءا فوق طاقتهم وخارج قدراتهم المادية، والمساواة مبدأ مطلوب تفعيله بين الغني والفقير فالطلاب سواسية كأسنان المشط. كما نرى ونشاهد جميعا في دول أخرى أنهم لا يلزمون طلابهم بلبس معين أو حلاقة معينة أو مستلزمات مدرسية جديدة وإلا فلن يتم قبولهم وهم أساسا دول متقدمة في التعليم وقد سبقونا بمراحل في البحث العلمي أليس الواجب علينا الإقتداء بهم؟ إن الفجوة التعليمية بين الوزارات والمؤسسات التعليمية وعدم تعيين الكفاءات والقيادات الشبابية المنفتحة والمطلعة وعدم الإهتمام بجودة التعليم ومخرجاته هو في الأساس ما أوصلنا إلى هذه المرحلة وسنبقى في نهاية مصاف الأمم مالم نعطي التعليم حقه، ونستحضر سبب نزول الوحي بأول كلمة على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والتي كانت كلمة "إقرأ".