بعد عام واحد من نجاح وإعلان ثورة ال 26 من سبتمبر عام 1962م في شمال الوطن والتي قضت على الحكم الإمامي والكهنوتي المستبد اندلعت شرارة ثورة ال 14 من اكتوبر عام 1963م من على قمم جبل ردفان الشامخه في جنوب الوطن اليمني ضد الاستعمار البريطاني الذي ظل مستعمر لجنوب الوطن مدة 128 عام. لقد أنتصر أحرار الشعب اليمني في جنوب الوطن في ال14 من أكتوبر بمساندة ودعم إخوانهم الأبطال في شمال الوطن وبتكاتف وتوحد غالبية فئات ومنظمات وقبائل ومكونات وشرائح المجتمع اليمني وباختيارهم للكفاح المسلح كحل وحيد لمواجهة صلف وبطش هذا الاستعمار الخبيث الذي تم اجبارة على الإنكسار والاستسلام والرضوخ لرغبات ومطالب الشعب اليمني في رحيله من الوطن ونيل الحرية وتحقيق الاستقلال وتطهير الوطن من دنسة. ونحن نحتفل بالذكرى ال58 لثورة ال26 من سبتمبر والذكرى ال57 لثورة ال14 من اكتوبر في ظل هذه الظروف الاستثنائية التى تحاول فيها فلول الإمامة ومخلفات الاستعمار ان تعيد عجلة التاريخ الي عصر الامامة والاستبداد والاستعمار نوكد للجميع بأن الاستعمار الداخلي أو الخارجي لا يمكن له أن يعود أو يولد ويدوم ويستمر ويعيش طويلاٍ وما حدث لمليشيات الإمامة وعصابات الاستعمار في تلك الثورتين يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن الشعب اليمني لا يقبل بالظلم والغطرسة والعبودية وبأنه سينتصر للحرية والعدالة والكرامة والوحدة والديمقراطية والجمهورية وبأن شمس الحرية والتحرير ستشرق عما قريب وستعم كل أنحاء وأجزاء الجمهورية وبأن مصير كل من ينهج نهج الامامة او الاستعمار الهزيمة والخزى والذل والعار. في هذه الذكرى التاريخية الخالدة نجدها فرصة لدعوة كل أبناء الشعب اليمني واحزابة الوطنية وكل قبائله وشرائحة الشريفة الي الاقتداء والسير على خطى ابطال ثورتي ال26 من سبتمبر وال14من أكتوبر والتوحد والتكاتف ورص الصفوف والعمل بروح الفريق الوحد من أجل القضاء على مخلفات الامامة وأثار الاستعمار وتطهير كل اجزاء الوطن واستعادة الجمهورية وسيادتها ونظامها وكل مبادئها وقيمها وأهدافها وعودة الحياة الي طبيعتها .