عند إندلاع الحرب اليمنية ومن قبل بداية المعارك العسكرية كنا نظن بأن نخب وأحزاب وجماعات المجتمع اليمني هي جزاء من ذلك المجتمع اليمني المسلم والقبلي والإنساني وأنه سوف يلتزم بالأوامر الدينية ويتجنب كل ماهو محرم أو مكروه بالشريعة الاسلامية وكل ماهو معيب ومخزي بالأعراف والقوانين القبلية وكل ماهو مخالف للقيم والمبادئ الإنسانية ولكننا تفاجئنا بعكس ما كنا نتوقعه فمنذ بداية هذه الحرب الكارثية التى بدأت بداية دنيئة وحقيرة وشيطانية وبسبب صراع خبيث على الاستيلاء على السلطة والثروة وبطريقة بشعة تمثلت في انقلاب حديث تولد من إنقلاب قديم . في هذه الحرب لم تراعي أومر الله وتعاليم رسوله ولا الاجتناب عن الممارسات والأعمال المحرمة والاجرامية أمثال تحريم القتل عن طريق القصف العشوائي للمدن والاحياء السكنية بالصواريخ وقذائف المدافع والدبابات أو عبر زراعة الألغام وقنص المدنين أو عبر إذلال وتعذيب وقتل الأسرى أو عبر التنكيل بجثث القتلى أو عبر الافراط في السرقة والنهب والسلب والاغتصاب وقطع الطرقات وغيرها الكثير والكثير من الافعال التي حرمتها الشريعة الاسلامية. كما أن هذه الحرب لم تراعي ولم تلتزم بالقوانين والأعراف القبلية التى عُرف بها الشعب اليمني منذ أقدم العصور وخالفت كل العادات والتقاليد وشاهدنا عمليات الغدر والعمالة والخيانة الارتزاق والعمل لصالح دولاً خارجية و المجاهرة بالفواحش والإجرام واستغلال النساء وعدم السماح بإسعاف الجرحى وعدم الإلتزام بالهدن أو الوفاء بالمواثيق والعهود وغيرها الكثير والكثير من الأعراف القبلية التى لم تلتزم بها أطراف الصراع. وكذلك لم تراعي هذه الحرب القذرة المبادئ والقيم الإنسانية مثل فتح المعابر والطرقات وفتح الموانئ والمطارات وتوفير وصرف المرتبات والتوزيع العادل للإغاثة والمساعدات. إن هذه الحرب المجنونة قد حللت كل ماهو محرم و أباحت كل ماهو ممنوع وشرعت لكل ماهو مخل ومعيب ومن أسوأ ما شاهدناه في هذه الحرب تلذذ أطرافها في تفجير منازل الناس بسبب أتفه المبررات والأسباب كشك في وجود قناص في العمارة المستهدفة أو تكهن وتخيل في حركة بالقرب من أحد العمائر أو لإعاقة الطرف الاخر من التقدم أو من الرواية أو انتقام سياسي من مواطن كفل له القانون والدستور حق التأييد والمعارضة والانتقاد.