رؤوس الأموال الجنوبية الأصل والمنشأ والتي نزحت وخرجت من "الجنوب اليمني" هربا من القمع والمصادرة والتأميم الذي مورس بحق رؤوس تلك الأموال في كل المراحل التي أسماها الرفاق بمراحل "التصحيح الثوري" في الجنوب ، هي ذاتها رؤوس الأموال التي أسهمت في بناء النهضة الحديثة في دول الجوار ، كالمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى ولاتزال تسهم في بناء تلك النهضات الأقتصادية الخليجية . السؤال الذي يفرض نفسه بعد كل هذه العقود التي مرت على خروج رؤوس الأموال الجنوبية تلك من وطنها الأم هو هل كان سيكون وضع الجنوب كالذي هو علية اليوم إن لم تكن غادرت رؤوس الأموال تلك واستمرت في مواصلة نشاطها الاقتصادي والتجاري في الجنوب ؟ بالطبع لا لن يكون الجنوب بهذا الوضع الذي هو علية إن لم تكن هاجرت رؤوس الأموال تلك وفي المقابل هذا يعني ان النظام السياسي في الجنوب كان سيكون المستفيد الأول من بقاء رؤوس الأموال تلك ولم يكن لتجرؤ أي دولة في العالم أن تفرض إملاء اءتها واشتراطاتها وأجندتها علية في حال وفر المناخ السياسي والاقتصادي المشجع لمالكي رؤوس الأموال تلك في تلك الحقب والمراحل التي مرت في الجنوب . ولكن كل ماسبق لم يكن أكثر من مقاربة حاولنا أن نستحث فيها وعي وعقل القارئ للتفكير والتأمل في "سفر إصحاحنا السابع" الباحث عن الحقيقة ، لنثبت له أن النظام السياسي في الجنوب الذي مضى ، لم يكن يجيد أكثر من سياسة الهدم والتخريب والتطفيش والمضايقات وصناعة الأزمات ، كما قلنا سابقا لضيق أفقه السياسي ولغياب المشروع المؤسسي النهضوي ولطغيان الشعارات الفارغة المحتوى على الأهداف والإنجازات . تجار جنوبيون كابن محفوظ والعيسائي والعمودي وبقشان أين أستثماراتهم اليوم ؟ كلها في السعودية والخليج وبل وقد وصلت لأمريكا وأوربا وروسيا واليابان والصين في العقود الثلاثة الأخيرة ، أولم يكن بإمكان رؤوس الأموال تلك أن تجعل من الجنوب دولة أقتصادية حقيقية إن كان أوجد المناخ السليم للتعامل معها ووجد أصحاب رؤوس الأموال تلك رجال دولة حقيقيون لا ثوار جبال ووديان أتوا على الأخضر واليابس فور تمكنهم من الوصول لسدة الحكم والبسط على كل مقاليد السلطة ، رؤوس الأموال تلك والتي لم تكن بالنسبة للثوار سوا طبقة برجوازية عفنة، يجب القضاء عليها وقمعها ونهب أموالها ومصادرتها ومطاردتها والفتك بها .في حين أن بعض شعوب الجوار يزايدون علينا بتفوقهم الاقتصادي ونهضتهم التنموية ومستوى معيشتهم ورفاهيتهم ونحن الذين تعود إلينا أصول أصحاب رؤوس الثروات الأقتصادية الضخمة تلك بتنا في العراء ، كشعب أضاعة ساستة منذ ستون عام . وعلى مايبدو أنهم لازالوا يصرون على إضاعتة وهم يوزعون شعاراتهم الثورية ويقطعون لنا الوعود ويذهبون بالسذج والمغفلين إلى مذابح الطرق المؤدية جميعها إلى بلوغهم غاياتهم و مآربهم في الوصول إلى كرسي السلطة وحقائب المناصب ولايهم بعدها النتيجة التي سيدفع فاتورتها وكالعادة سواد البسطاء من الشعب وكأنهم لايرون العالم من حولهم ولا كيف تنهض النظم والحركات والمشاريع الوطنية الحقيقية التي تسعى لرفعة وعزة شعوبها لا لرفعتها وعزتها .