في ظل واقع يموج موج البحار،وسياسة رعنا تتقاذفنا نحن البسطاء،وجوع قاتل يعصف ببطون المحتاجين،وفقرٍ مدقع يتناوح من لاحول لهم ولاقوة، ومعيشة ضنكة وحال مكدود وحيلٍ مهدود.. في ظل وطنٍ تناصفه المتصارعون، أمتصوا خيراته، ونهبوا ثرواته،وقتلوا شبابه،وأستحلوا حرماته،وأستباحوا مقدساته،وتجاوزوا كل شيء فيه،في أرضه وسماوته وسهوله وجباله ووديانه،وحتى أمطاره ونسائم هواءه.. في وطن ينام معظم أطفاله على عويل الأمعاء وصراخ الأحشاء،ويصحون على كابوس الأمنيات والحنين (لكسرة) خبز يابسة وشربة ماء هانئة،ولحظة أمانٍ هادئة،وشيء من أحلام الطفولة الضائعة في وطن المستحيل والمصائب المتلاحقة.. في ظل النفوس الظالمة والقلوب القاسية والأكف المغلولة،في ظل الإستئثار بكل شيء والإستحواذ على كل شيء وتجاوز حدود المعقول واللأمعقول وحتى خطوط الدين العريضة الحمراء ومخافة الله.. في ظل اللحظات التي يشبع فيها البعض حد التخمة، ويصرخ فيها البعض حد الموت من الجوع،في ظل الموائد العامرة،والمنازل الفارغة الخاوية التي لاتجد أبسط مقومات الحياة وأقل القليل مما تسد به رمقها وحاجتها وتخفف به المها.. أوجه دعوة للتراحم.. للتلاحم.. للتآخي.. للتعاضد.. للإيثار...بل لإستشعار الم الغير ومعانانهم وحاجتهم وتعففهم وقلة حيلتهم وحولهم وضعفهم.. دعوة للشعور بذلك الجوع القاتل والفقر المدقع والأنين المتواصل والحاجة التي تحتوي البعض بين أركان منزله وجدرانه الأربعه.. دعوة لأن نقف مع من لايسألون الناس إلحافاً ويقتل التعفف فيهم البقاء والحياة والوجود..ويقتل الحياء فيها كل جميل في هذا الكون الذي بات يتسع لمن يملك ولمن لديه القدرة القوة... دعوة لأن نبحث ونلتفت لمن حولنا ونطرق أبواب من منعهم الخجل والحياء ونلبي لهم أقل القليل مما يحتاجون ونكون لهم عوناً وسند وظهر يشتد به ضعفهم ويرتفع به جوعهم وتتوفر به حاجتهم.. دعوة لكل من يريد وجه الله ويدرك أن رصيده ما قدمه لآخرته لا ما كنزه في البنوك الجيوب والأحشاء..