مهما يكن سبب التأخير وكما يقال باقي شهر لمن صبر سنة من الشعب على مخاض عسير لميلاد حكومة المناصفة 12 شمالي و12جنوبي ولابد من خروج الذي عذب الأمة. والإعلام صحف ومواقع لم يكن مخطئا عندما يسابق في الإعلان عن التشكيلة الوزارية الجنوبية – الجنوبية وحسب – لأن الهم الأكبر في الجنوب والجنوب هو مصدر كل شيء وهو المجال الواسع والرحب لكل الوزارات سواء عظم شأنها أو صغر عند البعض قليلي الإدراك بمهامهم عديمي المسئولية لا يفكرون إلا في القنوات التي تمكنهم من ملئ جيوبهم وحشو كروشهم بالحرام والعفن.ونقدم شكرنا وتقديرنا لكل المنابر الإعلامية وفي مقدمتها مؤسسة عدن الغد ورئيس تحريرها فتحي بن لزرق الذي شخصيا أدلى بدلوه واهتم بالموضوع ليحمل البشارة عن تركيبة حكومة المناصفة وحصص المجلس الانتقالي الجنوبي من الحقائب الوزارية, ومر اليوم وانقضى وشعب الجنوب مستبشرا خيرا منتظرا صدور القرار على لسان الرئيس هادي ولكن عسى المانع خير. من استوعب مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي يجد فيه حاضر ومستقبل الجنوب من خلال حصص الجنوبيين التي اختارها لهم في هذه الحكومة. حدد معالم حكومة مصغرة بإمكانها أن تدير الجنوب ومقدراته وخيراته المادية والبشرية معتمدا على ما حدث ويحدث وسيحدث فيه وزيادة أهميته تبعا لدوره وقوة فاعليته في المتغيرات التي من المحتمل أن يمر بها والتطورات التي يجب أن يحققها, سواء ضمن حكومة المناصفة أو بدونها إذا تعثر الإعلان عنها بسبب الخلافات التي يفتعلها الشماليون وحزباهم امؤتمر والإصلاح. وإذا نظرنا لمشروع المجلس الانتقالي الجنوبي كمشروع دولة فمثلما يحق له منح مقعد لحزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح اليمني الإخوانجي وهما من أصل يمني, كان عليه أن يشدد على منح حقيبة لحزب الرابطة وحقيبة لحزب التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ). وفي الأخير كل الحقائب الوزارية الجنوبية هي من وإلى الانتقالي الممثل الشرعي للجنوب والحامل السياسي لقضيته. ولكن طالما الحكومة هي أصلا مؤقتة فإن القادم أهم والبقاء خارج حكومة المناصفة يوفر فرص المتابعة والمراقبة والنقد البناء لصالح قيام دولة الجنوب العربي. من الآن الإستراتيجية التي ينبغي إتباعها في الجنوب يجب أن تؤدي إلى التحرر من التبعية السياسية والاقتصادية والمالية وحتى الثقافية – ثقافة التخلف والفيد والنهب – للشمال. واعتماد مصادر جديدة لتوفير احتياجات المجتمع الأساسية خصوصا الغذاء من وكسر القيود على اتخاذ القرار الجنوبي. إتباع إستراتيجية للتنمية تؤدي إلى وجود ارتباطات قوية بالخارج وفي مقدمتها دول التحالف العربي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول العالم الحر تتيح مزيد من الاستثمارات في الجنوب. ولهذا فإن الشماليين سيماطلون ويفتعلون الخلافات التي قد تعرقل الرئيس هادي الإعلان عن حكومة المناصفة شمال جنوب.